المحتوى الرئيسى

محمود إسماعيل محمود يكتب: الخديعة

07/08 08:58

أكثر من خمسة شهور مرت على ثورة 25 يناير، أكثر من خمسة شهور مرت على "فوقان" المصريين من الغيبوبة التى استمرت أكثر من 20 عاما، ومن وجهة نظرى لن أقول أكثر من 30 عاما، والتى هى فترة حكم الرئيس السابق، لأننى لم أعايش بدايته فى رئاسة مصر، ولا أستطيع أن أحكم على بدايته، هل هى فى صالحه أم عليه، ولكن لا أنكر الآن أنه تعمد أن يظل المصريون فى غيبوبتهم إلى أن يصل ولى العهد إلى ما يريد وهو خلافه والده فى إدارة شئون البلاد ظنا منه ان الأمور مستقرة والناس "راضية".

الآن بعد مرور هذه الفترة على (الفوقان) وضحت معالم الخديعة التى كنا سنتعرض لها وسأتعرض لها أنا أيضا، لا أنكر تلك الخديعة التى كانت بدايتها فى الخطاب الدرامى الذى سبق موقعة الجمل، والذى ألقاه الرئيس السابق، والذى تأثر به عدد ليس بالقليل، ولا يجب أن ننكر ذلك، فبعد الخطاب وما تلاه من حبكة درامية أضافها الإعلام المصرى نادت أصوات ليست بالقليلة، بل تكاد تصل إلى أغلبية ببقاء الرئيس إلى نهاية فترة ولايته. والآن من السهل معرفة أبعاد تلك الخديعة، وذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة، والتى أصبحت إجاباتها واضحة وحاضرة، ولذلك سأترك لكم الإجابة:

فى حال بقاء الرئيس السابق إلى نهاية فترة ولايته:

-حبيب العادلى.. كيف سيتعامل معه النظام خلال الستة شهور المتبقية بفترة ولاية الرئيس؟

-حسين سالم الذى كان بعيداً عن كل شىء ومعه كل شىء.. ألم تكن ستة شهور فترة كافية له لتوفيق لأوضاعه بالداخل والخارج بمساعدة صديقه الرئيس؟

-جمال وعلاء مبارك.. أبناء الرئيس هل سيجرؤ أى شخص على التحقيق أو مجرد طرح فكرة المساءلة؟

-رشيد والمغربى وجرانة وعز وغيرهم، هل تعتقد أن بمرور شهر واحد وليس ستة شهور هو وقت كاف لتوفيق الأوضاع؟

-جهاز أمن الدولة.. هل كان بمقدوره أن يسترد عافيته ويعمل بكل قوة لإعادة الأوضاع لما كانت عليه؟

-جهاز أمن الدولة مرة أخرى.. ما هى الطريقة التى كان سيتعامل بها مع الثوار ورموزهم؟

-الانتخابات البرلمانية.. هل تعتقد أنها ستكون أفضل مما كانت عليه؟

-الانتخابات الرئاسية.. هل تعتقد أننا كان من الممكن أن نتعرض لمؤامرة جديدة من قبل النظام ولجنة السياسات؟

-الحزب الوطنى.. ما هو مصيره خلال فترة بقاء الرئيس؟

-الإعلام المصرى.. إلى أى اتجاه سينحاز وكيف سيعمل ولصالح من ومدى تأثيره على الشارع

-الإخوان المسلمين.. (حد كان هيعرفلهم مكان)؟

-فى اليوم الأول للثورة، تم حرق مستندات وأدلة بالحزب الوطنى وأمن الدولة، ثم بعد ذلك مجمع التحرير والجهاز المركزى، ما بالك بستة شهور، ما الذى كان سيتعرض للحرق أيضا خلال تلك الشهور؟ اسمحوا لى على سبيل الدعابة أن أجيب على هذا السؤال (مش بعيد كانوا ولعوا فى الناس على أنهم أدلة برضوا).

وأخيرا يجب أن أعترف أننى مدين، وجميع من خدعهم الخطاب الدرامى لرجال التحرير، وذلك لإصرارهم على الرحيل الفورى غير المشروط ومحاكمة الرموز فورا حفاظا على الثورة، وحمايتها من تلك الخديعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل