المحتوى الرئيسى

اسمي المستعار ..بقلم : ولاء عمرية

07/07 23:13

اسمي المستعار ...

أنا مسلمة .. ملاك صعب الامتلاك .. كوول على طوول .. عاشقة الجنة .. فارس بلا جواد ..., وغيرها الكثير الكثير من الأسماء المستعارة.

للوهلة الأولى تبدو هذه الأسماء غريبة علينا ولكن عندك تصفحنا أحد المواقع الاجتماعية كالفيس بوك سترى انتشارها اانتشار النار في الهشيم, ولكن ما الذي يدفع الناس إلى وضع متل هذه الأسماء؟! ولماذا نخفي حقيقتنا وهويتنا التي تميزنا عن غيرنا تحت اسم مستعار؟! ولماذا نحن العرب الأكثر استخداما لتلك الأسماء؟؟!

إن الأسباب التي تكمن وراء ذلك كثيرة وتختلف من شخص إلى آخر,فعند سؤالي أحد الفتيات التي تخفي اسمها الحقيقي تحت اسم مستعار " أميرة الظلام " عن سبب اختيارها لهذا اللقب فكانت اجابتها بأن هذا الاسم يحقق لها رضا وهربا من واقعها فهي تتمنى دائما أن تكون تلك الفتاة التي يهابها الجميع أو مثلما قالت : "حتى يحسبولي حساب" فتستغل اسمها المستعار لتشبع ما لم تستطع اشباعه في واقعها ولتجسد واقع لطالما حلمت به ولكن هناك العكس تماما فاحداهن تستخدم لقبها للتعبير عن نفسها وعن واقعها من خلال اسمها المستعار. ولكن الأكثر غرابة أن يخبرك أحدهم ان العيب ليس بالاسم المستعار, ولكن العيب فينا فنحن نعيش بالعالم الافتراضي بأسماء مستعارة وبمشاعر حقيقية وفي عالمنا الحقيقي نعيش باسمائنا الحقيقيه ومشاعر مستعارة!!!

ولكن لماذا نحن العرب من الاكثر المجتمعات استخداما للأسماء المستعارة !!!!! ويمكننا القول بأن مجتمعنا العربي تحده عادات وتقاليد اجتماعية كثيرة وتنظر نظرة خاطئة ورافضة للفيس بوك ولذلك نجد أبنائه يلجأون إلى إخفاء أسمائهم الحقيقية خلف الأسماء المستعارة هربا من رب العمل او رب المنزل وهربا من اضطهاد اجتماعي قد يتعرضون له .

ويبقى السؤال الأكثر جدلا لماذا ينتحل الشباب أسماء مستعارة تخص الفتيات هل هي طريقة من طرق الإستغلال التي يستخدمها الشباب للإيقاع بالفتيات؟؟! أم ضعفاً في الشخصية يمنعهم من مواجهة الفتيات بأسمائهم الحقيقية ؟؟!.

ولكن المشكلة الأكبر من ذلك عندما تتجاوز ثقافة الاسم المستعار حدود العالم الإفتراضي وتنتقل بطريقة سحرية إلى عالمنا الحقيقي وقد تكون الدوافع هنا أكبر وأكثر عمقاً ولعل الاكثر الاسباب شيوعا اليوم هو السبب المادي حيث أن الصحف تمنع محرريرها من الكتابة في الصحف الأخرى فإن أراد الكاتب الصحافي ذلك ليضمن دخلا إضافياً يلجأ إلى الكتابة باسم مستعار , هذا بالإضافة عقدة الأعمال الأولى التي ترافق الكثيرون من الكتاب فيقومون بنشر أعمالهم الأدبية الأولى باسم مستعار ملاذاً لهم من مسؤوليتهم ومن مضمون نصهم وإن لاقى عملهم الأول استحسان عادوا ونشروه بأسمائهم الحقيقية .

إن أسماءنا الحقيقية ومشاعرنا وشخصيتنا واعمالنا وانجازاتنا أكبر بكثير من أن نخفيها خلف لقب واسم غير حقيقي ونظن أننا وجدنا به ضالتنا المفقودة ... بل لنكن عظماء في واقعنا وعظماء في أسماءنا التي تعكس ذاتنا وصدق من قال إن العظماء لا يحتاجون إلى لقب يختفون خلفه ..!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل