المحتوى الرئيسى

وطني هاجسي بقلم سهام البيايضة

07/07 23:13

وطني هاجسي

بقلم سهام البيايضة

هل سبق وان عُيّرت بأنك كاتب وطن ؟ .أبى قلمك ان يمد مداده ليصياغة جمل النفاق وان يرتزق من وراءها على حساب ترابه وكرامته ؟ .. وانك تكتب من فراغ وسعة الوقت وانعدام الشغل؟وانت في وطن الفقر والبطالة ..وكأنك مدلى فوق أرجوحة معلقة في الهواء ..لا أهل لا وطن لا سماء..تنظر في القلوب وتعكس هواجسك الخاصة؟

هل هناك أعظم من هكذا اتهام تدمغ به احاسسيك.. ويجتث بها وجودك ..لأنك لم تعبد أصنامهم، ولم تعتاد على رائحة أحذيتهم..ولا فكرت في يوم من الأيام ان تدعوهم تزلفاً ونفاقاً .فتعتزل الناس لتعيد النظر إلى داخلك وفي مجرى الدم في عروقك.. ومن جديد تبحث عن نفسك وعن قيمك ومبادئك، في محاولة شدها إلى حبال الواقع والى جذور الأرض..فتكتشف انك مغروس حتى النصف في تراب الوطن..لكن أحلامك لا تزال تحلق هائمةً حيرى في سماء وطن منهوب.. مسلوب الإرادة؟

- قسوة الرأي لا تجعلنا إلا أطفالا نريد ان يحن علينا الوطن وان يحتضننا،عندما يتولد الشعور باليتم الوطني ،ونحن نتشبث ببواقي حنين في قلوب البسطاء وأصحاب الأحلام الجميلة في هذه الأوقات الصعبة .

اختلفنا..وما عادت الدنيا تسعنا ..شعور بالانعزال فيه توجس من حزمة قوانين..لمنع الشعور وتقنين المشاعر.

الحرية كما هو وارد في كل الاتفاقيات الدولية مطلب أنساني !!...هل نطلب الكثير أم هو المستحيل في وطني الصامت الحزين ؟

- في وطني أشياء غريبة تحدث!

المركبات صغيرها وكبيرها تسير مسرعةَ..لا احد يريد تطبيق القانون ..الشارع ملك السائق المتهور الذي يدفع مركبته بجنون : ..أفسحوا ...أفسحوا ..أفسحوا لي الطريق ..وإلا قتلتكم..وحطمت وجوهكم ..وملأت عظامكم قضبان ومسامير !!

هناك مركبة، تتلوى تريد ان تسرق الطريق وتلفه تحت عجلاتها !

الجميع يسير في مسربه ..لا احد يريد ان يستغني عن وقته ...هناك أعمال يجب ان تنجز ..وأموال يجب ان تحصل وضرائب يجب ان تدفع

في كل يوم تختلف معالم الطريق ..بناء هنا وبناء هناك ..وخوازيق دقت في شارع الوطن.نفذت إلى عمق الأرض.. فوقها إشارة ضوئية ...للمرة المليون .. يتم اختراقها وهي تزال حمراء!!

وطني إشارة ضوئية ..اضطربت ألوانها .. ..وطني أصبح رمادي اللون !

- الجميع مسرعاً إلى عمله ..

المواطن في وطني هاجسه .. لقمة وأقساط المدارس ..كل يوم في قلق .و شعوراَ بالإجحاف ..يسرعون إلى أعمالهم ووظائفهم، برتابة تكاد تقتل آخر بواقي الشعور بالحياة.

لكن... لم ينتبه احد في الزحام ،إلى أسماء كبيره تصدرت العمارات والشوارع والمشافي والمراكز ..كلها دمغت باسم كبير طغى على كل أسماء الوطن..اليوم شعرت بالظلم والوحدة ..تماماً كوطني.

- ذلك الشاب" الصايع" صاحب الشعر الطويل،الغارق بالشمع ، ذو القلادة السوداء المدلى منها حرف دبل يو، بالانجليزي ..واسمه يبدا بحرف الطاء العربي،المتمترس دائماً، على البوابة الشمالية لتلك الجامعة ،واقفاً فوق موقعة اليومي ..كلما مررت من هناك كنت أجده يتحدث مع فتاة جامعية، لم اسمع حديثهما لكن، اعرف غاياته ومخططاته.. طرد من مدرسته لتحرشه بزملائه في الحمامات .. أرقى وظيفة حصل عليها حارس لأحراش البلدة ، ،طرد من العمل بسبب التغيب ..لا تزال قصة الفتاة التي صورها بهاتفه الجوال،عارية وهو يمارس معها الرذيلة تنتشر على هواتف الشباب ..والشابات!

لم اعد أراه هذه الأيام..حمدت الله لخلاص الفتيات الغبيات من إغوائه الشيطاني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل