المحتوى الرئيسى

جنوب السودان وسيناريوهات الاستقلال

07/07 12:30

جنود من قوات الأمم المتحدة يتدربون على مراسم احتفال إعلان استقلال جنوب السودان (الفرنسية)


بقي يومان من عمر السودان كدولة واحدة حيث يعلن الجنوب استقلاله يوم السبت المقبل في ولادة يصفها البعض بالقيصرية لأن هناك العديد من القضايا العالقة التي من شأنها أن تعكر حياة الوليد الجديد.

 
فمع اقتراب فجر السبت المقبل الموافق 9 يوليو/تموز 2011، تنقسم أكبر دول أفريقيا مساحة إلى شمال وجنوب مع بقاء العديد من النقاط الخلافية المعلقة رغم المحادثات والمؤتمرات الدولية التي حاولت وعلى مدى سنوات مضت حلها بالتراضي.
 
ولعل من أبرز العوامل الرئيسية التي تقلل من فرص حدوث اختراق إيجابي في اللحظة الأخيرة، افتقار الجانبين إلى الثقة المتبادلة بعد الحرب الطويلة وحوادث العنف الأخيرة في منطقتي أبيي وجنوب كردفان.

 

لذلك يرى مراقبون متابعون للشأن السوداني بشكل مباشر أن المحادثات بين الشمال والجنوب مضنية للغاية حيث بات معروفا أن مسؤولي الطرفين يختلفون بشأن كل كلمة، حتى إن الاتفاقات المحدودة التي أعلن عنها -مثل منح الجنوب وقتا لطرح عملة نقدية جديدة- لم يوقعها رئيسا الشمال والجنوب إلى الآن.

 

ولادة مشوهة
وانطلاقا من طبيعة الخلافات المعقدة، يرجح المراقبون أن ينفصل الجنوب يوم السبت بولادة مشوهة وناقصة تحمل في طياتها العديد من المخاطر المستقبلية التي قد تصل في مضامينها يوما ما إلى حد الاشتباك المسلح.

 

من الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين الشمال والجنوب في أبيي (الفرنسية)

وتتصدر هذه القائمة مسألة تقاسم الثروة النفطية، مع الإشارة إلى أن هذه المشكلة أصلا تتداخل بشكل عضوي مع مشكلة الحدود.

 

صحيح أن الجنوب سيمتلك كامل النفط المستخرج من أراضيه لكنه وبموجب الترتيبات الحالية يتعين عليه أن ينقل النفط الخام عبر أنابيب تمر عبر الشمال ومنها إلى الميناء السوداني الوحيد على البحر الأحمر، مع العلم أنه وحتى الآن لم يتفق الطرفان على رسوم مرور النفط الجنوبي عبر أنابيب الشمال أو على إدارة حقول النفط المشتركة على الحدود.

 

ويعتبر هذا مثالا لمشكلة واحدة قد تفضي -إذا لم تتم تسويتها- إلى تعقيد الخلافات المأزومة أصلا بين الطرفين لاسيما وأن الشمال كان واضحا في تهديده بإغلاق الأنابيب بوجه النفط الجنوبي.

 

الحرب الشاملة

ولعل السيناريو الأسوأ الذي قد يواجهه الطرفان هو انهيار كامل للعلاقات والعودة إلى الحرب الأهلية التي أودت بحياة نحو مليوني شخص وأجبرت أربعة ملايين آخرين على النزوح قبل التوصل إلى اتفاق السلام الشامل عام 2005.

 

بيد أن مثل هذا الأمر، لا يبدو مرجحا على المدى القصير أو المتوسط باعتبار أن الطرفين يدركان جيدا أن العودة إلى ميادين القتال لن تفيد بشيء خاصة وأنهما بحاجة إلى تدفق النفط لتحسين الاقتصاد، فضلا عن أن الشمال والجنوب يعانيان من إزعاجات الفصائل والتيارات المتمردة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل