المحتوى الرئيسى

حالة قلق تجتاح اليمنيين مع ارتفاع جنوني للاسعار قبيل "رمضان"

07/06 17:38

صنعاء - عبدالعزيز الهياجم

يعيش الشارع اليمني حالة قلق مع قرب قدوم رمضان، في ظل أزمة سياسية خانقة انعكست آثارها السلبية على كافة مناحي الحياة وفاقمت من الوضع المعيشي المتدهور في بلد يعد أحد أفقر الدول العربية وضمن قائمة البلدان الأكثر فقراً في العالم.

ويزيد من قلق اليمنيين تضاعف أسعار السلع والخدمات خلال الفترة الحالية بشكل خيالي، وسط اعتقاد سائد بتزايد النفقات خلال شهر رمضان.

وكانت الحكومة اليمنية قد طمأنت مواطنيها بشأن استعدادات شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن كل المستلزمات والمتطلبات الغذائية والتموينية واحتياجاتهم الأساسية ستكون متوفرة.

ورغم حالة الخوف إلا أن تقرير حكومي أكد أن المواد الغذائية والسلع التموينية متوفرة وبكميات كبيرة وان المخزون منها يكفي لعدة أشهر قادمة ما يبعث على الاطمئنان بعدم حدوث أية اختلالات تموينية، مبينا ان عملية نقل المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من الموانئ إلى العاصمة والمحافظات تسير بشكل طبيعي.

وأشار التقرير إلى التنسيق القائم بين وزارة الصناعة والتجارة والغرف التجارية الصناعية والقطاع الخاص الوطني لضمان استمرار الاستقرار التمويني وتخفيف الأعباء المعيشية الناجمة عن الأزمة الحالية على المستهلكين.

وبرغم التطمينات الحكومية إلا ان الصورة على الارض تبدو مغايرة ولا تبعث على التفاؤل الذي تنشده الجهات الرسمية, ويرى المواطن اليمني البسيط أنه حتى لو توفرت تلك السلع والاحتياجات وتمكنت السلطات من تخفيف ازمة الوقود والكهرباء كليا او جزئيا فإن مشكلة ارتفاع الاسعار بشكل جنوني سيظل قائما في بلد من السهولة ان ترتفع فيه الاسعار لكن من المحال ان تعود الى ما كانت عليه حتى لو زالت الاسباب التي كانت تقف وراء تلك الزيادات.

الباحث في الدراسات الاستراتيجية أحمد ناصر الشريف قال لـ"العربية نت" إنه في غياب القانون وغياب مؤسسات الدولة شيئ طبيعي ان ترتفع الأسعار ويتحكم في مصير هذا الشعب اللصوص والنافذين.

وتابع قائلا "فمن الذي يضبطهم ويضع حدا لممارساتهم الهمجية طالما ومؤسسات الدولة منشغلة بنفسها بل وتشكل القدوة للصوص لامتصاص دم الشعب والتحكم في مقدراته. اذاكان هناك من مسؤولية فتتحملها الدولة بكل مؤسساتها لأنها المسؤولة عن ضبط الخارجين على القانون.لكن مع الأسف الشديد لم يعد للدولة وجود الا في وسائل الاعلام الرسميةوما يجري على الأرض تحكمه شريعة الغاب".

كما تحدث لـ"العربية نت"الكاتب الصحفي محمد اللوزي فقال :من حين لآخر نجد المتغير اكبر من المتوقع ويشكل خوفا حقيقيا يتنامى باطراد من المعاش اليومي وهو يزداد عبئا على المواطن حتى ميسور الدخل فالأسعار لاتستقر تكاد تكون طقسا بين الساعة والساعة وفقا لأسعار الدولار وازمات السياسي المعقد والحصار الذي يطال كل الحياة لاكهرباء ولامياه ولا البترول ومشتقاته وكأن هذا الوطن تحول الى معتقل كبير لمواطن لايعنيه سوى قوت يومه وقد صادرته السياسة وأزمات الراهن التي تفعل هذا التعب حتى لم يعد يعرف المواطن ماذا يخبئه الغد القريب من متواليات هزيمة في قوته وبمباريات الفرقاء حيث الكل يتهم الكل انه السبب فيما الإنسان لايعنيه هذا التبادل الإتهامي قدر ما يهتم بالرغيف أين يجده وهل سيتوفر لليوم التالي؟. اذا نحن امام اختناق حياة تطال شعب بأسره.

ويقول ضيف الله الجعدبي موظف حكومي مرتبي 50 الف ريال (نحو 208دولار امريكي) وأعيل أسرة مكونة من خمسة اشخاص وادفع شهريا أكثر من نصف راتبي ثمن ايجار مسكن متواضع وفاتورتي الماء والكهرباء, وبرغم التقشف الشديد كنت بالكاد افي بمتطلبات الشهور التي سبقت الازمة, اما اليوم وقد ارتفعت اسعار كافة السلع والخدمات بشكل جنوني أصبحت غير قادر على تسديد الديون المتراكمة.

ويضع ضيف الله يده على خده ويواصل حديثه لـ"العربية نت" بمرارة ونبرة حزن ومحاولا حبس دموعه : ماذا سأفعل في شهر رمضان الذي تزيد احتياجاته ونفقاته سواء بالنسبة للمواد الغذائية او شراء الملابس للأولاد والتي أصبحنا نلبيها لهم سنويا فقط , من رمضان الى رمضان.

ويبدو ضيف الله في وضع أفضل قياسا بحالة المواطن ياسين سيف الذي لا يمتلك وظيفة حكومية وإنما يعمل بائعا في متجر للأقمشة ويحكي قصته قائلا: منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الشبابية قبل خمسة أشهر وما رافقها من إغلاق الكثير من الطرقات داخل العاصمة وبخاصة تلك المؤدية الى ساحات الاعتصامات بالنسبة للمعارضين او المؤيدين , وكذا المواجهات التي وقعت بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين أواخر مايو ومطلع يونيو الماضي ثم ازمة الوقود والكهرباء كل ذلك خلق ازمة وحالة ركود شديد في حركة البيع والشراء.

وزاد سيف "بعد أن كنت اعمل لفترتين صباحية ومسائية من اجل تحسين راتبي فقد طلب منا مالك المتجر دوام واحد لأنه لم يعد قادرا على الوفاء بأجور العمال, واذا لم تنتعش حركة البيع والشراء في شهر رمضان فإن مصيرنا سيكون تسريحنا والخروج الى الشارع للانضمام الى صفوف البطالة والعاطلين عن العمل".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل