المحتوى الرئيسى

ثورات بلا عقل‏..‏نكبة

07/06 06:16

 ومع العالم عندما قرروا تغيير أنظمتهم الحاكمة والسعي نحو ديمقراطية تتشابه مع تلك التي يطمحون إليها عند الغرب‏.‏

البوعزيزي التونسي قرر حرق نفسه احتجاجا علي أعمال القمع التونسية والفساد الذي استشري في بلده ومنذ ذلك الوقت قامت الثورة التونسية ولم تقعد حتي الآن حتي بعد تغيير حكومة تلو الأخري‏,‏ إلا أن الهياج مازال يسيطر علي التونسيين‏,‏ والعجيب في الأمر التقارير الإخبارية التي أذيعت ونشرت عن آلاف الشباب الذين مازالوا يغامرون بحياتهم للسفر إلي إيطاليا عن طريق الهجرة غير الشرعية لأنهم ببساطة لم يجدوا فرصة العيش ببلدهم‏.‏ وهنا سؤال‏!‏وفي اليمن ظل الثوار في ميدان الستين يرددون رغبتهم في إسقاط النظام بينما يرد عليهم الرئيس علي عبد الله صالح من ميدان السبعين بأنه غير طامح في سلطة وأنه سيعمل علي نهضة بلاده والتخلص من تنظيم القاعدة‏,‏ حتي اختفي في السعودية بعد إصابة شديدة في قصف قرب القصر الرئاسي‏.‏ والآن يتحقق طلب المعارضة ويدير الحكم نائبه عبد ربه منصور‏,‏ فمن المفترض أن تهدأ الأمور ويعاد ترتيب الأوراق السياسية‏.‏ لكن لم يكد يحدث ذلك حتي دخلت البلاد في منعطف العراك مع تنظيم القاعدة في الجنوب والتعرض لأزمات نقص الوقود والمواد الإنسانية‏.‏ وهنا سؤال‏!‏

في ليبيا‏,‏ ظل التحدي المسلح قائما بين القذافي والمعارضة حتي وصل الأمر إلي التدخل العسكري الدولي بحجة الحفاظ علي حياة المدنيين‏,‏ والمقصود طبعا البترول الليبي‏,‏ فهل لا يوجد مدنيون في الدول السابقة للحفاظ علي حياتهم؟ وهنا سؤال‏!‏

أما سوريا فالحسابات فيها تختلف دوليا‏,‏ ففيها أيضا ثورة ضد النظام والنظام يرد بعنف بحجة التصدي للجماعات المسلحة‏,‏ وتستمر أعمال القمع والاعتقالات‏,‏ إلا أن الاستجابة الدولية مختلفة‏,‏ فيطالبون الرئيس بشار الأسد نفسه بعمل إصلاحات ولا يطالبونه بالتنحي‏.‏ الاعتبارات الدولية هنا تخص هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل وعلاقات سوريا بإيران وحزب الله ومدي تأثيرها علي صنع القرار في لبنان‏.‏ وهنا سؤال‏!‏

خمسة أسئلة تلخص مستقبل خمس دول عربية من مشرق الأرض إلي مغربها‏..‏ فهل كانت الثورات العربية خطأ في منشئها؟ أم خطوة صحيحة بلا أيد تحميها؟ أم هناك عامل خارجي يؤثر فيها بالسلب؟

أكره كلمة فلول الأنظمة لأنها عبارة عن شماعة للفشل في التطبيق‏.‏ أما مصطلح الثورات المضادة‏,‏ فيجب ألا يأخذ حيزا كبيرا في حياتنا لأن ما حدث في المنطقة العربية شيء نادر لم يتوقعه فاعلوه باعتراف ألسنتهم‏.‏ لذلك لن تكون الثورات المضادة ذات وزن حقيقي مع حجم الأحداث الجارية في بعض البلدان العربية‏.‏

السؤال الأهم والأكبر الآن‏:‏ إلي متي يظل انهيار الدول العربية الثائرة ولمصلحة من؟ فكما هناك عرب فهناك غرب ويجب ألا ننسي أن رفاهيتهم المعيشية والاقتصادية تأسست دائما علي استهلاكيات العرب الذين ظلوا بعيدين عن فكرة التصنيع والابتكار واعتمدوا دائما علي عقول الغرب في حياتهم‏.‏ فالآن هم‏(‏ العرب‏)‏ يدفعون الثمن‏.‏

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل