المحتوى الرئيسى

من القاهرة

07/06 01:25

مجاعة أوروبية

لا تصدق أن هناك مجاعة أوروبية بالمعني الذي نعرفه في أفريقيا حيث الحاجة ماسة للغذاء والدواء وربما حتي أيضا الماء. ولكن هناك أنواع أخري من المجاعات, هذه المرة في الطاقة, فعندما يكون الناتج المحلي الإجمالي لدول الاتحاد الأوروبي يتجاوز ثلاثة عشر تريليون دولار, فمعنا هذا أنك تنتج كما هائلا من السلع والخدمات. وعندما يتجاوز عدد السكان أربعمائة مليون نسمة, وهؤلاء اعتادوا مستويات عالية من الاستهلاك, فلا بد وأن يكون هناك حاجة متزايدة إلي مصادر الطاقة أيا كان نوعها.

قصة المجاعة بدأت مع تسونامي اليابان الذي حسم قضية الطاقة النووية في أوروبا وجاءت الخطوات الألمانية وما تبعها من رد فعل إيطالي لكي تضع دول الاتحاد الأوروبي علي طريق الحاجة إلي بدائل وإلا كانت المجاعة واقعا وليس مجرد احتمال. هنا تحديدا يأتي دورنا, لأنهم في أوروبا والبلدان المتقدمةلا يتركون المجاعة تأتي وإنما يتوقونها بإجراءات بديلة وقد جاءت متضمنة لسلسلة من الإجراءات بعضها مؤقت مثل إطالة عمر المحطات الحالية حتي يأتي ما سيحل محلها من بدائل, أو استخدام الفحم الذي أيا كانت مساوئه فهو أفضل من الكوارث النووية. ولكن الحل الطويل المدي فهو توليد الطاقة من دول شمال أفريقيا- مصر وتونس والجزائر والمغرب ولم يفكر أحد بعد في ليبيا- ثم بعد ذلك تصديرها إلي أوروبا. الخطة هي إنفاق 400 مليار دولار علي توليد الطاقة البديلة من الرياح والشمس.

المسألة هنا توضع كلها علي عاتقنا كفرصة عظمي ليس فقط لتوليد الطاقة المصدرة إلي أوروبا, وإنما أيضا توليد الطاقة لنا لتعمير كل الساحل الشمالي المصري والخلاص من ألغامه. وإذا صح ما قيل أن كل متر مربع من الأرض في الساحل الشمالي المصري والصحراء الغربية كلها يتولد عليه من الطاقة ما هو أكثر من برميل البترول فإننا نكون كمن وقع علي كنز هائل يتنافس عليه دول أخري.

الآن هل نحن علي استعداد لكي نكسب هذه المنافسة, أو نحصل علي حصة منها, وهل نحن علي استعداد أن نجعل التنمية في مرحلة ما بعد الثورة أفضل حالا مما كانت قبلها, أو أننا سوف نكتفي بالبكاء علي أطلال ما ضاع؟ الفرص أمام مصر كثيرة, ولكن من هو قادر علي انتهازها؟

[email protected]

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل