المحتوى الرئيسى

هنا البي بي سي

07/05 20:33

هنا البي بي سي

صباح يوم السبت في الطريق الى المدرسه نستقل السيارة انا واخوتي مع أبي الى المدرسة الإبتدائية

نحن الان في عام 1980م عمري 7 سنوات قبل الوصول الى المدرسه يفتح والدي راديو السيارة ليسمع الأخبار فيدوي جرس بق بن معلنا عن الساعة السابعه صباحا ثم ينطلق صوت المذيع قائلا جملته اليوميه الشهيره

هنا البي بي سي

فيطلب والدي منا الانصات وكأنه يستعد لسماع شيئ مهم ثم يتلو مذيع الأخبار النشرة بصوته الرسمي الجهوري ولكن كالمعتاد لانسمع الا صرح فلان ونفى فلان ويختمها كذلك بجملته المعهودة قدمت لكم نشرة الأخبار

من البي بي سي

ثم يبدأ والدي بالسب والشتم على هذه الأخبار التي لم تحمل معها شيئا جديدا عن بلادنا المحتله فلسطين وكأن والدي ينتظر خبرا يقول بدأت قوافل العائدين الى فلسطين من خلال إذاعة البي بي سي لاسيما وأنه من الجيل الذي خرج من فلسطين حاملا معه حقيبة ملابس وراديو

يسمع به اخبار الحرب والثوار ثم شيئا فشيئا بدأ يسمع أخبار الهدنة والإضرابات ثم اخبار الحوار والمعاهدات ثم اخبار المفاوضات والإتفاقيات

بعدما كبرنا تغيرت الايام وتغيرت الدنيا لم يعد والدي يوصلنا الى المدرسه ولكنه استمر يسمع كل يوم

هنا البي بي سي

وهو ذاهب الى عمله وفي الليل يجلس امام التلفزيون يقلب قنوات الأخبار ليحصل على مافاته طوال اليوم وكالعادة بعد نهاية جولته الإخبارية يعاود الشتم والسباب حيث أصبح عمره 70 عام ولم يسمع بعد خبر العودة الى فلسطين

واليوم وقد اصبح عمري 37 عام اصبحت اوصل اولادي الى المدرسه وفي تمام السابعه صباحا يدوي جرس البق بن من راديو السيارة فيتسابق اولادي الى قول

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل