وقفةتسليم الراية

ذلك الحرص علي تحديد موعد لتسليم الأمانة والمسئولية ورفض الضغوط المتصاعدة لتأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في سابقة نادرة بالنسبة لتجارب الشعوب الأخري والتي نري تداعياتها من حولنا‏.‏

وقد تحدثنا أمس عن ضرورة الاستعداد لتسليم الراية من الأجيال الانتقالية الحالية إلي الشباب الواعد الذي لم يتعرض لنسبة التلوث النفسي والأخلاقي الذي ظلل حياتنا لعقود طويلة من الزمن‏,‏ وقلنا إن السنوات القليلة القادمة سوف تشهد متغيرات هائلة في تداول السلطة علي الصعيد السياسي مما يستوجب العمل ودون إبطاء علي تجهيز هؤلاء الشباب لمثل هذا الدور‏.‏

والقضية أكثر عمقا من حصرها في المشهد السياسي وحده مع الاعتراف بأهميته والأولوية المستحقة له بالنظر إلي التطورات المرتقبة علي خلفية اتساع المنافسة الحزبية لنيل ثقة الناخبين ووسط أجواء ديمقراطية مفتوحة لا مجال أو مكان فيها للمعزولين شعبيا‏,‏ ولكن المعني الأهم هو بلورة رؤية مجتمعية تدعو الأجيال الانتقالية الحالية لأن تبدأ في كل الوزارات والمؤسسات العامة والجهات الحكومية في تسليم الراية هي الأخري بنفس راضية تحقيقا لنهضة منشودة يصعب تحقيقها مع الأنماط الموجودة علي الساحة حاليا والتي نراها تطاردنا في كل مكان وهي دائمة النظر إلي الماضي ولا تستعد للمستقبل بالجدية الواجبة والعمل الدؤوب المبدع‏.‏

انظر إلي الشاشات الصغيرة ومختلف الفضائيات والبرامج الحوارية وغيرها وستدرك لأي مدي نال منا تجريف السنوات الماضية في التعامل مع بعضنا البعض وفي طريقة الحديث والحوار وفي معالجة قضايا الحاضر والمستقبل‏.‏

بات علي الأحزاب ـ بلا استثناء ـ المبادرة بالتحديث الشامل داخلها وإفساح المجال أمام القيادات الشابة لتحمل المسئولية وتسلم الراية‏,‏ وهو الأمر المطلوب في مختلف مواقع المسئولية حتي نستشعر بالفعل أن مصر قد تغيرت‏.‏