المحتوى الرئيسى

قهوة مصرية - بن برازيلى

07/05 08:18

نبى آخر من أنبياء المعجزة الاقتصادية المعاصرة أتمنى على اتحاد الصناعات المصرية أن يدعوه لزيارة مصر مثلما دعا مهاتير محمد.. «لولا دا سلفا».. الرئيس البرازيلى السابق، الذى ترك كرسى الرئاسة بعد أن أنقذ البرازيل التى كانت على شفا الهاوية.. فى ثمانى سنوات فقط جعلها تتمتع بفائض مائتى مليار دولار أى أكثر من تريليون جنيه مصرى فى عين العدو.. وجعلها تتمتع بأقل نسبة غلاء فى العالم.. وجعلها تفوز بتنظيم الدورة الأوليمبية 2016.. ذلك البرازيلى شبه الأمى الفقير الذى فقد أصبع يده فى ماكينة أحد المصانع فانقلب إلى نقابى شرس ومعارض سياسى.. خسر انتخابات الرئاسة من قبل ثلاث مرات ولكنه لم ييأس وواصل نضاله السياسى حتى فاز بها وجعل من البرازيل ثامن قوة اقتصادية فى العالم.. «لولا دا سلفا» العصامى ماسح الأحذية وجامع القمامة وبائع الخضار وباعث اليسار الجديد فى أمريكا اللاتينية- بالمناسبة «لولا» باللغة البرتغالية تعنى السمك الكاليمارى أو السمك الحبار- هو سياسى قادم من القاع عاش فى حى فقير خلف حانات تنبعث منها رائحة السكارى والشتائم، ولكن أمه علمته أن يعيش دائما مرفوع الرأس رغم كل شىء.. حصل على أكبر شعبية 80 فى المائة وكان أوباما يرحب به قائلا «أهلا بالرجل الأكثر شعبية منى ومن أى رئيس فى العالم»

 بالطبع أوباما معلوماته ضعيفة عن شعبية الرؤساء الكاسحة فى العالم العربى.. وبعدين «لولا» كانت دمعته قريبة ويبكى وهو رئيس.. حدث ذلك أكثر من مرة.. تأثرا بأحوال الغلابة.. بالطبع سيكون رائعا جدا إذا ساعدنا عم «لولا» فى عمل قهوة مصرية مستخدمين فيها أسرار البن البرازيلى المعتبر.. مثلما حدثنا مهاتير محمد من قبل عن فضائل زيت النخيل فى صناعة الاقتصاد الماليزى.. ما أروع أن تنفتح مصر على تجارب العالم الناجحة فى استضافات متتالية لعباقرة الاقتصاد العالمى، كتلك التى حدثت باستضافة «مهاتير محمد» أحد أنبياء المعجزة الآسيوية.. ولكن بالمناسبة هل استفادت حكومة الدكتور شرف من زيارته كما يجب؟.. وهل استفاد الاقتصاديون من خبرته وأفكاره فى وضع استراتيجية اقتصادية طموحة لمصر؟.. أم أنها كانت إحدى الفرص الضائعة الأخرى؟.. فى هذه الأيام الصعبة..

نحن فى حاجة ماسة لمعرفة المزيد من أسرار المعجزة الماليزية المدهشة.. وللأسف.. لقاؤه فى مركز المؤتمرات تم إهداره بجدارة فى أسئلة عبيطة.. وخرجنا زعلانين جدا.. بينما كانت محاضرات الجيل الجديد من اقتصاديى مصر محترمة ومشرفة ومنهجية وتستحق مناقشة عميقة من الضيف «الغالى».. بس يا خسارة «الحلو ما يكملش».. مرة أخرى أحيى أصحاب المبادرات الكبرى للانفتاح على التجارب الماليزية والبرازيلية والسنغافورية والهندية والصينية والتركية حتى نرى انطلاقة قريبة للتجربة المصرية.. حتى يتعجب الخلائق ويقولوا «الفراعنة قادمون».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل