المحتوى الرئيسى

سيناريوهات تركيا لأزمة سوريا

07/04 22:02

وهدفت الورقة البحثية إلى دراسة محددات الموقف التركي من الأزمة السورية والظروف والعوامل المتداخلة في تحديد هذا الموقف، كما تبحث في أبعاده والانعكاسات التي سيتركها على العلاقة بين البلدين خلال هذه الأزمة وفي الفترة التي تليها.

وتكمن أهمية الدراسة في أنّها تحاول الإجابة عن عدد من التساؤلات التي يطرحها الرأي العام العربي المنقسم حاليا بين مشكّك في الدور التركي، ومتهم إيّاه بالازدواجية، ويائس منه، وذلك من خلال "العدسة التركية" للأحداث، كما تقدّم رؤية استشرافيّة للسيناريوهات المحتملة في تطور الأزمة والموقف التركي المرتقب منها.

ويرى الباحث أنّه على العكس من الاعتقاد السائد فإنّ الموقف التركي من الأزمة السورية يتحرّك ببطء لكن بشكل تصاعدي في الضّغط على الأسد.

وتساهم الكثير من المخاوف التركية في دفع هذا الموقف باتجاه تصاعدي، منها المخاوف المتعلّقة بانهيار النظام والفوضى، التدخّل الدولي وتقسيم سورية، الملفّ الكردي، الضغط الشعبي التركي، وملفّ المهجّرين أو اللاّجئين.

وتشير الدراسة إلى أنّه تفاديا لانفجار كلّ هذه الملفات، تعتقد تركيا أنّ ما لديها من علاقات مع سوريا ومن رصيد لدى الأسد قد يخوّلها إقناعه بالاستجابة لمطالب شعبه المشروعة سواء بالنصيحة أو بالضّغط بما ينهي الأزمة الداخلية ويجنّب الدولة السورية وتركيا مأزقًا كبيرًا وإمكانية انزلاق الأحداث إلى أسوأ ممّا هي عليه.

الدراسة قالت إن النظام السوري بدَا شديدَ الغضب والاستياء من الموقف التركي (الجزيرة)

مرحلة شرخ
وترى الدراسة أنّ العلاقة بين البلدين قد تعرّضت في هذه المرحلة إلى شرخ نتيجة المأزق الذي وضع كلاّ منهما في حرج إزاء الآخر.

ورغم أنّ الموقف التركي لم يكن بالقوّة والشدّة التي يتمنّاها كثيرون ولذلك أسبابه الموضوعيّة، فإنّ النظام السوري بدَا شديدَ الغضب والاستياء من الموقف التركي، وتحديدًا ما يتعلّق بتكذيب الرواية الرسميّة السورية والحديث عن حلبجة وحمص جديدة واستضافة مؤتمرٍ للمعارضة السورية.

وتلفت الدراسة إلى أنّ أنقرة بدأت تطوّر مسارًا مزدوجًا يسمح لها بالضّغط أكثر على النظام السوري في المرحلة الأولى، وقد يساعدها على لعب دور الوسيط بين النظام السوري والمعارضة السورية في مرحلة ثانية.

 وربّما يمهّد لها في مرحلة ثالثة إذا ما فشل حلّ الضّغط باتجاه تحقيق الإصلاح الانفتاح على الحلّ الآخر الذي يتضمّن سقوط النظام السوري.

تشير الدراسة إلى أنّ أنقرة تحاول الحفاظ على شعرة معاوية مع النظام السوري على أمل أن يدرك أنّ الطرح التركي هو خياره الوحيد للخروج من الأزمة

شعرة معاوية
وتشير الدراسة إلى أنّ أنقرة تحاول الحفاظ على شعرة معاوية مع النظام السوري على أمل أن يدرك أنّ الطرح التركي هو خياره الوحيد للخروج من الأزمة.

لكنها تشدّد في الوقت نفسه على أنها ليست ضدّ أيّ نظام ولا مع أيّ نظام، بل هي دائماً مع الشّعوب، وهي ترى أنّه بدل أن يُفرَض التغيير من الخارج ليحصلْ من الداخل، مؤكّدةً أنّها لا تخشى تغيير النظام في سوريا إن تمّ.

وتتوقّع الدراسة أن يتضاعف الضّغط التركي على الرئيس السوري بشار الأسد لاحقًا، لكن ذلك سيرتبط في جميع الأحوال بعدد من المعطيات مجتمعة، وأهمّها استمرار انتفاضة الشعب السوري كأساس لكلّ المعادلات الداخلية والخارجية، والمعطيات الدولية، والموقف الشعبي التركي والموقف الرسمي العربي.

الدراسة: الأسد يأمل فرض سياسة الأمر الواقع على الجميع داخليًّا وخارجيًّا (الجزيرة)

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل