المحتوى الرئيسى

النموذج الفلسطيني ما بين البدائل المحيطة بقلم:نيروز قرموط

07/04 18:54

النموذج الفلسطيني ما بين البدائل المحيطة

يعيش الفلسطينيون حالة من الخمول الشعبي و الترقب الغير مستقر و الغير متتابع لمجريات الحالة الفلسطينية القائمة بكل مثالبها و تلافيفها المتعبة و المرهقة للمكون الفلسطيني الاساس و هو العقل الفلسطيني الذي لم ولن تكف القيادة الفلسطينية عن عدم توفير المحيط الملائم له للتفكير بشكل عقلاني غير مضطرب المعايير ,يتعرض الفلسطينيون لعصف ذهني متواصل بدون فواصل لاعادة التقييم وترتيب الامور والمعطيات بما ينجز قليلا من لخبطات الامور اليومية الواقعة علينا آخرها التشابك و التصادم القيادي بين الجميع بين الكل للكل و دون معطيات واضحة تبرر للشعب الفلسطيني لماذا أنتم قيادة فلسطينية لا تليق بمنحنيات القضية الفلسطينية التاريخية التي تعصف بها , لماذا أنتم قيادات فردية لا تحلو لها إلا الحديث عن توافه الامور والمشاكل التي تعترضنا كشعب فلسطيني , لماذا أنتم غير قادرون على صياغة عنوان عريض يجمعنا , لماذا أنتم أكثر من بعيدون عن عقل وروح الفلسطيني وتطلعاته , ألم ينتبه أحدكم إلى حالة الشلل الشعبي التي تبعت أول تحرك شعبي لنا في 15 آذار بعد الانقسام المرير الذي عانيناه , وأنتم تتحدثون عن استحقاق في ايلول هو حق لنا ولا تحرك شعبي له على الارض , كيف لشعب عانى الكثير وأنهكه الاكثر أن يصدق جدية خطواتكم بعد المماطلة في تشكيل حكومة توحدنا هي احدى الاوراق المطلوبة لكم أمام المجتمع الدولي في حين طالبتم بالاعتراف بنا كدولة فلسطينية كاملة العضوية والسيادة , و مع ذلك مواطن بسيط فلسطيني سيقول ربما هو أفضل لنا ستشل حياتنا الاقتصادية في حال تشكيل حكومة موحدة وسنعاني ظرف اقتصادي مميت لا بديل لدينا عنه فالتمويل للسلطة الفلسطينية سيتوقف و لنترك العجلة تسير إلى حين أيلول و لنرى ماذا سنحقق وما بعد ذلك نعيد تقييم النتائج , وسلفا يستذكر و يذكرنا أنه لن يكون من واقع حقيقي على الارض ولكن مفكرينا و سياسينا و أكاديمينا يطمئنون أنه سيختلف التعامل على المستوى الدولي لو أصبحنا أحد أشخاص القانون الدولي أو اكتسبنا العضوية المراقبة لدولة فلسطين في الامم المتحدة هذا في حين أنجزنا شيء على أدنى المستويات ولنا شرف المحاولة ومن بعد ذلك عندما يستيقظ الجميع بعد استحقاق ايلول سيرى أننا على شفير مجابهة أقوى لنكمل بداية المشوار , لان قيادتنا الحكيمة أظهرت للجميع أن المعركة السياسية تعنونت في استحقاق ايلول اذا ما فشل تحت وابل عرض الفيتو الامريكي وغيره من أعضاء المجتمع الدولي الرافضين ,نكون على الاقل حصلنا مجموعة من الاعترافات الدولية المنفردة بدولتنا الطامحين لاعلان سيادتها , والسؤال لكل منا اذا أخبرونا ما الخطوة التالية لكم بعد ذلك ؟ ربما سترد القيادة وتجيبنا دعوا الخطوة التالية لكم , فقد أفلست عقولنا وصناديقنا و حقائينا من الخطوات التالية , إلا في حال تغير الموقف الامريكي من اعلان الدولة و تغير الموقف الاسرائيلي من مرجعية المفاوضات و لم يفرضا علينا شروط مسبقة وهذا ضرب من الخيال ما دامت الانتخابات الرئاسية الامركية قد اقتربت و المجتمع الاسرائيلي في أحسن وصف له بات مجتمعا متطرفا بكل المقاييس .

و ما هو البديل الاقتصادي الممول لمؤسساتنا القائمة اذا ما تحققت الوحدة الفلسطينية أهو تغيير التحالفات الاقليمية والدولية , أم التقاسم الوظيفي و التحالفي ما بين شطري الوطن والاعلان صوريا عن اتفاق تصالحي , هذه الشرذمات حقيقة لاينهيها إلا إعلان دولة واحدة ودستور واحد وبرلمان واحد , اذا حرمنا من دولة سنستمر بمسلسل الانقسام ليسيّر كل طرف سياسي فلسطيني اموره في منطقته على حدا , ولكن يلوح بالافق حديث عن إعادة إعمارو انتخابات تشريعية ورئاسية , وهي ليست باستحقاق دستوري وديمقراطي فحسب بل هي استحقاق شعبي بالدرجة الاولى وعلى الجميع أن يعي وزن التحركات الشعبية بالمنطقة العربية ماذا فعلت بأنظمة قائمة وكان في مخيلة العديد أنه من المستحيل جعلها تهتز وهي واقفة ولكنها اهتزت و نأمل كفلسطينيين أن لا يشرخ اهتزازها قشرة الارض أسفلها إلى أقاليم منقسمة , و أن تستطيع الشعوب توحيد أرضها تحت شعار وحدوي يتماشي مع متطلبات المرحلة السياسية القائمة . اذا ليستذكر كل مسئول فلسطيني أنه بين شعب ارتفعت نسبة البطالة ما بين شبابه و الشباب المنضوي تحت لواء المؤسسات الحكومية في قطاع غزة أصبح لا يرى طموحا في وظيفته الحكومية و هي ثابتة على حالها منذ اكثر من 5 اعوام و المؤسسات الاجنبية هي مطمح للقادرين على تحصيل ظروف مادية ملائمة و ليس للجميع الذي قد يعمل ساعات متواصلة ترهق جسده تحت عقد و أجر لا يرضي طموحه و أمانه الوظيفي , هذا على المستوى الوظيفي , تسير في طرقات قطاع غزة ترى نساءجالسة على الارصفة تتسول لقمة العيش , وأطفال يطاردونك لإعطائهم اقل من القليل و ياله من شعور بائس يعتري تفكيرك و وجدانك في طفل تهدر كرامته على أول رصيف يتسول على حافته وهي حافة الهاوية لكل أشكال الاستغلال التي قد يتصورها عقل انسان على هذه المعمورة , واذا ما نظرت إلى وجوه الناس لوجدت البؤس و اليأس والملل من نمط حياة حان له أن يتبدل , الناس في قطاع لا تشعرأنها ضمن حالة التطور التي تحدث في أي دولة طبيعية , إلا بعضا من الاجيال التي لم ترى ولم تكبر إلا في ظل التراجع السياسي الذي فجرته انتفاضة الاقصى الاخيرة و ما تلاه من تغيير بالشكل المؤسسي للسلطة الذي انتج لنا مسمى جديد هو رئاسة الوزراء و وزير المالية و وزير الداخلية و من ثم الانتخابات التشريعية التي قسمت المؤسسة في حلتها الجديدة والمسميات إلى مؤسستين ومسميين لكل مسمى في كل منطقة على حدا واصبحت الثقافة الوطنية لدى هذا الجيل هو اختلافات فتح وحماس مما قزم التاريخ و الوطنية , و جعل الجيل يعيش شزفرينيا الوجود ما بين من تظهر عليه ملامح التطرف على شقيه سواء بذقنه التي لا يفكر أن يقصرها لا نريد أن يحلقها , أو الفتاة التي تخاف أن يظهر جزء من عينيها من تحت نقابها , إلى شباب يلبسون خليطا من الالوان المتضاربة و شعرا واقفا بمختلف أنواع الكريمات التجميلية إلى فتيات لا تعلم ماذا تلبس من الفساتين القصيرة التي ترتدي اسفلها البناطيل أو الاكمام القصيرة التي تركب لها أكمام حتى تساير الموضة العصرية , إلى أناس هم يستطيعون التوازن مابين الجميع إلى أنهم لايستطيعون إلا أن يلعبوا دور المتفرجين و المشاهدين لا المؤثرين , , واذا نظرت إلى مصدر اللباس المنقسم لوجدت أن لدينا اثنين من الموضة المطروحة سوقا موضة ايرانية و موضة تركية وبعض الاكسسوارات و الاحذية المصرية الملتبسة الصنع و النخب , وقليلا من الحلويات السورية لترطيب الاجواء .

إلى مجموعات من الباحثين عن منح تعليمية في الخارج اكمالا لحياتهم الاكاديمية وكثر من يريدون فقط وظيفة التعليم سواءالمدرسي أو الجامعي في ظل قلة فرص العمل الحقيقي إلى جانب مهنة التعليم في تفعيل المهن المختلفة وتأسيس مشاريع حقيقية في مختلف المجالات و التخصصات , فالنظرية بعيدا عن التطبيق وعدم اعمال الفكر في الواقع الحقيقي هو فراغ عملي يفقدنا أكثر مهاراتنا ابداعا و مشاريعنا انتاجا.

هذا لو تحدثنا ببعض ملامح الخراب في غزة والملامح هي أكثر بكثير و تحتاج لدراسات وابحاث مطولة اكتفينا بها ببعض الرمزيات, وما يصلنا من الضفة هو ليس افضل بكثير , فالنموذج المؤسسي هناك لا يضرب به المثل , نسمع عن تعيينات وترقيات لحاشية مخالفة عن حاشية كانت ترقى و تعين فيما سبق أي الاحوال هي الاحوال بفوراق تنظيمية بسيطة احداها أن الموازنة هي معلومة للجميع وتعرض ارقامها للجميع على الشبكة العنكبوتية , و عن كثر من الشخصيات التي تعيش رغد العيش بعد انجاز الانقسام الاكبر بالتاريخ الفلسطيني!!الفلسطينيون في الضفة يتحدثون عن غلاء معيشي , استقرار شكلي , تهويد واستيطان مستمر , حراك ثقافي حر تتبناها بعض المؤسسات والمشاريع و المهم أنها تخالف مشاريع ثقافية في غزة في مبادئ التثقيف ما بين الوطني و الاسلامي , طبعا كل يتحدث عن منطقته وهو أعلم بما يشوبها من تغييرات شكلية وجوهرية , ولكن ما بين انقسام الضفة وغزة كثر من مواطنيها لا يأبهون بالانقسام و لا يأبهون بالتمثيل السيادي الفلسطيني لمناطقهم , تهمهم مصالحهم و هدوء حياتهم اليومية بعيدا عن معتركات السياسة وشخوصها غير الموثوقة, فقد تقزم الشعور الوطني إلى كثير من مشاعرالفردية و الانانية ما بين العائلة و العشيرة و الحمولة ,الحصار على غزة ,و الجدار نحو خلق كنتونات الضفة خنق الافكار والاشخاص والمساحات فقزم كل المعاني و المنجزات. قليلا من الانفتاح القيادي و السياسي و الشعبي إلى أفق أوسع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل