المحتوى الرئيسى

الأمويون الجدد يقتربون من ميدان التحرير

07/04 11:40

فراج إسماعيل

نظرية المؤامرة تقول إن هناك مخططاً منظماً لنشر الفوضي في مصر ينتهي بتدخل دولي.. البعض يرفض تصديق هذه النظرية مؤكدا أننا لسنا ليبيا، وقد قال الرئيس السابق حسني مبارك أيضا بعد الثورة التونسية وخلع بن علي "لسنا تونس".

قبل أيام كتب الكاتب المعروف مأمون فندي في جريدة "الشرق الأوسط" إن مصر كانت مهددة بالتدخل الدولي والتي بدأت نذره عندما أعلن البيت الأبيض بحزم أن على مبارك أن يترك الحكم الآن.. والآن يعني "أمس"، ولكن الجيش المصري أفسد ذلك بانحيازه لثورة الشعب.

ما حدث في ميدان التحرير ليلة الثلاثاء وفجر الاربعاء الماضيين يؤكد اننا مازلنا في قلب الخطر، ولن نكون بمنأى عن التدخلات الدولية التي ستكون جاهزة فورا عندما تصل الفوضى إلى نقطة "فشل الدولة" الكامل، أي لا مؤسسات ولا شرطة وفراغ سياسي.

والغريب ان الذين يدعون أنفسهم ثواراً يمهدون تربة خصبة للتفكك ونهاية الدولة، فقد تحول ميدان التحرير إلى نقطة ارتكاز يستغلها البلطجية واصحاب المصالح للقضاء نهائيا على أي هيبة متبقية لسلطة القانون، وما نخشاه أن يأتي يوم يعلن الشعب فيه كرهه للميدان وتمنيه أن تزيله السلطات بأي طريقة كما فعلت البحرين مع ميدان اللؤلؤة.

الشعب يريد أن يأكل ويعيش ويعلم أبناءه ويجد المستشفيات والدواء والخدمات الأساسية، لكن بعض الثوار الذين يحاربون الوجود الشرطي بضراوة مستغلين في ذلك القوة المعنوية والدولية التي اكتسبها ميدان التحرير بعد 25 يناير يدمرون أي حلم بوظائف جديدة وبدخول اقتصادية أفضل.

يكفي خسارة البورصة في تعاملاتها صباح يوم الأحداث الدامية بميدان التحرير نحو 5.7 مليار جنيه من قيمتها السوقية، وان مكاتب السياحة في الخليج تلقت طلبات بالجملة بإلغاء السفر إلى القاهرة لتتراجع أسر خليجية كثيرة عن قرارها بقضاء عطلة الصيف في مصر والذي اتخذته خلال الاسبوعين الأخيرين في ضوء تقارير مشجعة عن بدء عودة الأمن والشرطة إلى الشوارع والطرق المصرية بكثافة وفعالية.

ميدان التحرير ليس مكانا مقدسا.. ليس "الكعبة" حتى نكتفي بالحج إليه والاعتصام بحرمته والتظاهر فيه.

حالة فوران مستمرة لا تنتهي إذا نقمنا على شيء ولو كان هذا الشيء "بواب عمارة" كسولا فإننا ندعو على الفيس بوك وتويتر لمليونية واعتصام حتى يستجيب اتحاد الملاك ويقوم بطرده.

ما يتعرض له الميدان من امتهان يسقط قيمته التي اكتسبها عالميا، سيجعل يوما ما الأغلبية الصامتة المقهورة نتيجة توقف معيشتها تدعو إلى التخلص منه بالقوة وبأي ثمن، فدائما المصريون يقولون "عض قلبي ولا تعض رغيفي".

إذا كان ميدان التحرير قد أصبح في قلب كل مصري وربما في قلوب كثير من العرب والعالم الخارجي فانه ليس مكانا مقدسا حتى نستبعد ضربه بالمنجنيق! الكعبة نفسها ضربت مرتين بالمنجنيق في العصر الأموي فمن يدري قد يأتي "أمويون جدد" إلى مصر ليضربوا الميدان، مولودين من قهر الأرحام التي جاع أصحابها ومن بذرة الرجال الذين لاذوا ببيوتهم بسبب توقف الانتاج واغلاق أبواب العمل.

"الأمويون الجدد" لن يكونوا رحماء بالشعب، قد يكون فيهم شبيه "الحجاج بن يوسف الثقفي" الذي ضرب الكعبة في المرة الثانية فيغلق نوافذ الحرية ويجهض الديمقراطية ويقطف الرؤوس اليانعة مغيبا الشمس التي أطلت علينا اشعتها من بعيد يوم 11 فبراير الماضي بخلع الرئيس السابق.

إذا لم يتوقف بعض الثوار عن مليونياتهم وغضبهم "المفتوح على البحري" فلن نخرج من هذا النفق الموحش.

احدى الثائرات وهي نوارة نجم قالت لقناة فضائية يوم اشتباكات 28 يونيو في ميدان التحرير "لا نريد شرطة" غيرها رفضوا أحكام القضاء والمجلس العسكري ووجود الحكومة.. فماذا سيبقى لهذا البلد ليقيه الفوضى والتدخل الدولي؟!

*نقلا عن صحيفة "الجمهورية" المصرية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل