المحتوى الرئيسى

ماذا يجرى فى مستشفى الهرم؟

07/04 08:30

يصلنى كم هائل من الرسائل التى تعجُّ بوقائع تعكس تفشى الإهمال والفساد فى جميع أرجاء مصر المحروسة ويستنجد بى أصحابها. بعض هذه الرسائل يعرض مشكلات شخصية تواجههم فى أعمالهم، وبعضها الآخر يتحدث عن ظواهر ومشكلات عامة. ورغم أننى عبّرت فى أكثر من مناسبة عن ترحيبى بأن تصبح هذه الزاوية منبراً للتفاعل الحر بين القراء، فإننى لا أستطيع تحويلها إلى بريد للقراء، لذا أقوم أحيانا بإعادة إرسال بعض ما يصلنى منها إلى من أتوسم فيهم قدرةً على تقديم المساعدة أو لديه اتصالات تسمح له بعرض المشكلة على المسؤول المختص.. لكننى فى أحيان أخرى كثيرة أجد نفسى فى وضع العاجز والحائر بين الرغبة فى تقديم العون - ولو بعرض المشكلة على الرأى العام حتى لا أبدو متعاليا على القراء - الوقوع فى محظور تحويل «وجهة نظر» إلى «بريد للقراء».

وقد وصلتنى مؤخرا رسالة من قارئة، أفضل عدم نشر اسمها، تتحدث عن وقائع إهمال وفساد فى مستشفى الهرم يصعب تصديقها، ورغم أننى أحلتها إلى صديق وعد بتوصيلها إلى وزير الصحة، فإننى أفضل عرض بعض ما ورد فيها هنا، لعل وزير الصحة أو أحدا من معاونيه يطلع عليها ويطلب نصها إن لم يكن قد قرأها. فالرسالة تتحدث عن وفيات عديدة وقعت بهذا المستشفى المنكوب خلال شهر يونيو وحده، بسبب تفشى الإهمال والفساد، منها: وفاة الطفل مصطفى محمود شحات، «10شهور»، والطفلة سندس أشرف رضا، «3 سنوات»، والسيدة رولا ميشيل ابراهيم، «23 سنة»، وغيرهم كثيرون، ثم قامت إدارة المستشفى بفبركة التقارير والأوراق للتغطية على الأسباب الحقيقية للوفاة.

تتحدث الرسالة بإسهاب عن قصة المريضة رولا ميشيل إبراهيم، التى دخلت المستشفى بتاريخ 16/6/2011 لعمل عملية تدبيس معدة باسم استشارى أ.د/نبيل أحمد على، وقام بالعملية د/إسماعيل حسن، نائب مدير بالعمليات وإخصائى جراحة، لكنه كتب بالإقرار أنها عملية شد بطن، وهو تزوير واضح تم بعلم مدير المستشفى، د/أيمن محمود، الذى تقول الرسالة إنه اعتاد ذلك السلوك عند توليه العمليات، وتم خروج الحالة وأمر لها بالشرب بعد العملية بيوم، علما بأن هذا النوع من العمليات يتطلب أسبوعا قبل السماح للمريض بالشرب، مما ترتب عليه حضور المريضة إلى الاستقبال يوم 18/6/2011 وهى تعانى من فقدان الوعى وتورم بالمعدة. وعند دخول الحالة اللمستشفى مرة أخرى تم إثبات أنها تعانى من ربو شعبى، وتم تعديل التشخيص والشطب بالقلم الجاف. ونظرا للإهمال ودخول هواء أثناء العملية ماتت المريضة وحدثت ثورة عنيفة من أهلها وتم استدعاء الجيش، فما كان من مدير المستشفى إلا أن استعان بالاستشارى قاتل الطفل مصطفى والمحترف فبركة التقارير».

وتضيف الرسالة: «كلما لجأنا إلى مسؤولين نواجه بالصمت، وكل هم المدير هو تجديد العقد عن شهر يوليو، فلمن نلجأ؟»، ثم تستغيث بى صاحبتها قائلة: «أيها الأب، قبل كل شىء هؤلاء أبناؤك وقُتلوا، فماذا تفعل الطفلة سندس أشرف رضا، (3 سنوات) التى حضرت إلى الاستقبال فى الواحدة بعد منتصف الليل بقليل وظلت فيه حتى الثامنة والنصف، وتم عمل شق حنجرى للحالة لابتلاعها جسماً غريباً، وامتنع أطباء الرعاية عن مباشرتها وكذلك طبيب الأطفال. ويحاول المدير إلقاء مسؤولية الخطأ على التمريض لإخفاء السبب الحقيقى، وهو عدم تواجد الاطباء ونوم نائب المدير بالسكن. وقد توفيت الطفلة فى 21/6/2011».

تحتوى الرسالة على قصص كثيرة من هذا النوع، ولا أملك سوى وضعها أمام الرأى العام ومناشدة وزير الصحة، الذى بعثت إليه بنص الرسالة عن طريق صديق، أن يوليها كل عنايته لإنقاذ المرضى، الذين قد تسوقهم الأقدار إلى هذا المستشفى، من مصير محتوم ينتظرهم. وهذا نموذج واحد لعشرات وربما مئات وآلاف النماذج التى تؤكد تفشى الفساد والإهمال بدرجة رهيبة فى ربوع هذا الوطن. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل