المحتوى الرئيسى

التعليم والأمية الهجائية والمضارع المستمر

07/04 01:36

‏..‏ ولماذا لا نبذل جهدا جهيدا لاعادة الاهتمام بالتعليم‏,‏ التعليم أيها السادة الذي ينال الغبن سواء في التعليم الأولي أو التعليم في السنوات التالية المراحل التقليدية حتي الوصول إلي الجامعة‏,

التعليم أيها السادة هو المحطة الأولي التي يجب الهبوط إليها, والمحطة الأخيرة التي نركب إليها دائما.

... ضبطت نفسي وأنا أردد هذه الأسئلة الجائرة وأنا أعاين حالة من يدعو بيننا إلي التغيير, دون أن يتنبهوا إلي أن حملة التوقيعات التي يدعو إليها البعض يجب أن تنصرف, قبل كل شيء, وبعد كل شيء... إلي إعادة النظر إلي قيمة التعليم التي تغيب الآن, بالسعي إلي الدعوة إلي التعليم من أجل التغيير فالتغيير لن يأتي أيها السادة ــ أبدا ونحن نعاني هذه الأمواج الهادرة الهائلة: الأمية الهجائية والأمية الثقافية والأمية الإعلامية والأمية الرقمية... إلي آخر هذه الاميات التي نغرق فيها جميعا اليوم..

دعوت إلي حملة التوقيعات لعديد من الاميات التي نعاني منها الآن, وخاصة هذه الأمية التي تزداد بيننا, أقصد الأمية الهجائية, ونحن لا يمكن أن نتصور أيها السادة أن نسبة الأمية الهجائية تجاوزت نسبة الاربعين في المائة, ومع ذلك ورغم ذلك نستيقظ في أحد هذه الأيام التي نعاني فيها من هذه الأمية الهجائية العالية لنقرأ ــ منذ فترة ــ خبرا صاعقا يقول ويؤكد أن عددا كبيرا من مدارسنا في وزارة التربية والتعليم ترفض قبول عدد كبير من ابنائنا بالصف الأول الابتدائي بالمدارس إلي الفترة الأولي من التعليم بعد تحديد فترة قصيرة لفترة القبول, دون الإعلان عن ذلك بشكل رسمي (!!) ماذا يعني ذلك؟

* هل هو الرفض المتعمد لمحو أول أمية في الكون..؟

نستعيد السؤال وراء السؤال ونحن نستعيد مشاهد كثيرة من الماضي لعل أهم هذه المشاهد حين نتذكر أن مثقفينا ومتعلمينا في الماضي القريب كان يولون التعليم عناية خاصة, ويمكننا أن نستعيد موقف طه حسين حين أصر في اربعينيات القرن الماضي أن يكون التعليم الابتدائي الزاما عاما, أما التعليم الثانوي لنتذكر هذا كان في اربعينيات القرن الماضي أيضا ــ فقد اتاحه طه حسين بكل نفقاته علي أن يتعلم الفقراء بالمجان والمتفوقون أيضا بالمجان..

والاقتراب أكثر من هذه الفترة ــ اربعينيات قرن مضي يرينا أنه ما كادت تتحقق مجانية التعليم الابتدائي عام 1944 حتي اعلنت مجانية التعليم الثانوي عام 1950 والاوراق الرسمية لدينا ترينا أن الشروط التي تقدم بها مثقف كطه حسين للدخول إلي الوزارة ــ في آخر وزارة قبل ثورة يوليو ــ أن يكون التعليم بالمجان... هل هذا معقول؟!

سؤال يبدو حائرا لكنه يحمل مع غبن الحاضر اسئلة أخري أكثر حيرة وغرابة... وهو ما يعود بنا إلي الأسئلة الحائرة... هل معقول أن يعيش بيننا من يرفض ــ أيا كانت الأسباب ــ محو أمية أبنائنا في السنوات الأولي..؟

* هل معقول أن نعرف في زمن الثورة الاليكترونية من يخصص موقعا اليكترونيا ــ هكذا أعلن ــ للتقديم حتي إذا ما تنبه الكثير من الآباء أن هذا الموقع لا يتم تفعيله لفترات طويلة مما يتسبب في تأخير تسجيل الأطفال؟

* هل صحيح أن هذا الموقع الاليكتروني غير الصالح يرتبط في الناحية الآخري حين يتقدم الآباء بطلبات إلي الوزارة ــ أو مكاتب المديريات التابعة لها ــ بالمعاملة المهينة والغريبة دون السماح لهم بتقديم أوراق ابنائهم, يتم رفض قبول أوراق من يتقدم في الوقت المحدد أو بعدها لسبب لا يعرفونه, وإذا عرفوه بحجة العطل المجهول فإن قيمة التعليم يجب أن ترتبط بأهمية قصوي, فالتعليم ــ الهجائي في السنوات الأول من حياة الطفل أهم ما يجب أن نحرص عليه...

* هل وصل بنا الحال ــ أيا كان السبب ــ لنتجاهل التعليم الأولي لاطفالنا في المدارس في وقت كان يجب أن نخصص أكثر من دور أول وثان ورابع, و...ليصبح اولادنا في المراحل التعليمية الأولي..؟

* هل مازلنا نتحدث عن التعليم في المراحل الأولي في حين تغيب اجندة التعليم قبل الجامعي وبعده في هذا الحراك الغريب الذي نشهده بين التيارات السياسية والثقافية؟

* هل يحدث هذا كله في وقت نردد فيه العبارات التي تشير إلي أن الحضارة في وادي النيل كانت تنادي قبل أكثر من سبعة آلاف عام إلي التعليم, بل والحضارة الإسلامية أكثر الحضارات وعيا بقيمة العلم والتعلم, وفي العصر الحديث ظل التعليم قاسما مشتركا لكل حركات التعليم أو الإصلاح لدي مثقفينا ومتعلمينا وعارفينا... مما يؤكد تاريخنا العريق وجهلنا العميق في آن واحد..

* لماذا لا نترك كل هذا العبث ونعود للرشد فنوجه حملة التوقيعات الرمزية التي تتزايد لدينا اليوم من أجل التعليم؟

التعليم أو محو الأمية الهجائية يا سادة في المرحلة الأولي لا المراحل التالية...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل