المحتوى الرئيسى

إعدام ليبيين رفضوا تأييد القذافي

07/03 15:49

لم تمض ساعات على احتشاد الآلاف في الساحة الخضراء بطرابلس هاتفين بحياة الزعيم الليبي معمر القذافي، حتى كانت جثة أحمد ملقاة خارج منزل الأسرة وقد حملت آثار رصاصتين في الرأس.

فمحمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي، قال إنه يعرف يقينا سبب قتل ابن شقيقه الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، فبينما كانت المسيرة تلوح بالأعلام الخضراء في طرابلس والقذافي يطلق تهديداته لأوروبا وللحلف الأطلسي ولليبيين "الخونة" الجمعة الماضية، جرى إعدام أحمد لمعاقبة أسرته على رفضها "المشاركة في تظاهرة التأييد".

والتظاهرة كانت استعراضا مهما للقوة من جانب الزعيم الليبي بعد قرابة خمسة أشهر من الانتفاضة الشعبية ضد حكمه.

وقال محمد البالغ الخمسين من عمره "قبل أربعة أو خمسة أيام تحدث أحد افراد اللجان الثورية للقذافي الى اسرة شقيقي في طرابلس".

وأضاف "قالوا له: لدينا ابنك، وهو محتجز في سجن أبو سليم، إذا لم تخرج أسرتك للتظاهر الجمعة فلن ترى ابنك مجددا".

والأسرة التي يتجاوز عدد افرادها من البالغين الذكور وحدهم العشرات كانت ستمثل اضافة هامة الى التظاهرة التي تعهد القذافي ان تكون مليونية في شوارع العاصمة ردا على اصرار الثوار الليبيين على تنحيه ومغادرته البلاد.

غير أن الأسرة أبت الحضور لاعتقادها أن ابنها قتل بالفعل ومع شيوع أنباء عن تلقي جيرانها تهديدات مماثلة. وقال محمد وهو يضع وجهه بين كفيه : "قال أخي أن ما قدره الله سيكون ولكنهم لن يتظاهروا تأييدا للقذافي".

وتابع: "لم نكن نعتقد انه يمكن ان يكون حيا، اعتقدنا ان الرجل يطلق تهديدات في الهواء!".

وكان أحمد قد فقد في طرابلس بعد أيام من اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في شباط/فبراير، حين أحرق شباب صور "قائد الثورة" واقتحموا محطة تليفزيونية حكومية.

ومع مرور الأيام والأسابيع، اعتقدت الأسرة أن ابنها قتل برصاص كتائب القذافي أو مرتزقته أو قواته الأمنية.

أما اليوم فتبدو مقتنعة بأنه اعتقل في 22 شباط/فبراير ونقل مع كثيرين مثله الى سجن ابو سليم السييء السمعة، وخصوصا انها لم تشاهد جثته الا السبت على عتبة باب منزلها.

وقال محمد من بنغازي بعد اتصاله بشقيقه سرا في وقت سابق اليوم "كان اثر الرصاص حديثا، قتلوه صباح ذاك اليوم، ودمه لم يجف!".

وأكد أنه يعرف أسرتين أخرتين على الأقل في المنطقة نفسها من طرابلس تلقت جثتي ابنيها صباح السبت.

ولا يمكن التحقق من رواية محمد بسبب القيود المفروضة على عمل الصحافيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي. غير أن منظمات منها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تحدثت عن أدلة تشير إلى عمليات إعدام من دون محاكمة نفذتها قوات حكومية في انحاء البلاد.

كما تواترت تقارير عن تلقي تهديدات من هذا القبيل وعمليات إعدام مماثلة داخل طرابلس، ولكن المنظمات الحقوقية الدولية غير موجودة في العاصمة الليبية ولم يتسن لها التحقق في شكل كامل مما يجري.

ولفت ممثل للمجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) في لندن في 26 حزيران/يونيو إلى وجود "تقارير مؤكدة" عن مقتل 187 معتقلا في سجن أبو سليم في وقت سابق من الشهر الماضي.

وأوضح محمد أن مشيعي ابن شقيقه سيسيرون كيلومترات عدة قبل أن يواروا الجثمان بسبب نقص الوقود في طرابلس.

وقال: "لم يبق سوى الهواء في طرابلس... وإن لم تكن مع القذافي ستموت جوعا". وأضاف: "أريد أن يعرف العالم كله ما يفعله القذافي" فرغم المخاطر "لا يمكننا السكوت".

 

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل