المحتوى الرئيسى

استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!بقلم:عماد علي

07/03 14:00

استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!

عماد علي

لقد قيل كثيرا ان الفوضى ستخلق شيئا و ربما ستضع المعنيين بالامور العامة على المسار الصحيح، و الفوضى ليست بعنف و ان تخللها بنسب مختلفة كما هو المعلوم . قراءة العصر و الواقع الحالي الموجود للمنطقة من اولويات السلطات لتحديد كيفية التعامل مع المجريات و المستجدات باساليب و اليات توائم و تناسب ما تفرضه المرحلة بكل ما فيها و من كافة الجوانب، كي يمكنهم الابتعاد عما يخلفه التاريخ لهم و هم متشبثون به على الرغم من انتهاء صلاحيته، و ربما كان العلاج و الدواء الشافي لعصر و مرحلة و حقبة ما، منطلقين على نظريات عفى عليها الزمن .

ربما كان العنف المستخدم في احدى الحوادث عاملا حاسما في قطع الطريق امام بعض السلبيات اثناء تطبيق النظريات السياسية و فيها من الجوانب الانسانية هنا و هناك، و لكنه لم يستئصل يوما جذور اي سبب فاعل لبروز العمليات المختلفة المنبثقة من تفاعل التركيبات الاساسية من الحياة البشرية، و التي كانت نابعة من الدوافع الانسانية لتقدم المسيرة الطبيعية للانسان بشكل خاص. فان تحجج العديد من المهتمين باستخدام العنف لمواجهة العنف ، فكيف يمكن استخدام العنف في مواجهة السلم المتبع كشعار و نظرية و عمل لمن لهم كل الحق في استخدام العنف ايضا للحصول على حقوقهم المشروعة قبل اتباع السلم، ولهم الحقوق المشروعة، و التي هي مسلوبة لعقود من قبل الانظمة دون اي وجه حق. و ربما يمكن ان يحتمل النقاش لو كان رد فعل لما يحدث بشكل مساوي و متوازي، و انما الاتكال على هذا الاسلوب لمنع الاحتجاجات منذ بداياتها سيولد عنفا يمحي الباديء به اليوم او غدا، و من البديهي ان نعلم انه لا يمكن خلق مجتمع خال من العنف عن طريق العنف في عصر تستند كل ركائزه على التعايش و التعاون و التقدم التكنولوجي و الاتصالاتي و في واقع يتوفر فيه ما يخدم الانسان و حاجته بعيدا عن التشدد و العنف، لذا لا يمكن طرح اية نظرية تبرر العنف في الالفية الثالثة ، باستثناء حق تلك الامم المظلومة التي تعيش لحد اليوم تحت نير الاحتلالات و لم تحصل على حريتها و استقلاليتها و حقوقها الطبيعية المشروعة .

فان كانت الحوادث العالمية هي التي اولدت من ينظٌر للعنف كوسيلة ملائمة في ايجاد الحلول للقضايا المصيرية ايضا في التاريخ كما برز افلاطون بعد خسارة اليونان امام اسبارطة و توماس هوبز و جون لوك بعد الحرب الاهلية البريطانية و افكار روسو و فولتير و مونتسكيو اثناء عصر الثورات قبل الثورة الفرسنية، و ما استنتجت من الفلسفة الديموقراطية بعد الثورة الفرنسية ، فنستخلص من بحث تلك الحقبات الى اننا لم نحصل على نظرية متكاملة لاستعمال العنف، فكيف بنا في هذا العصر و ما فيه و الذي يستند كليا على السلم ان لم تقتحم المصالح الخاصة لبعض الدول و الجهات بنفسها في الامور الدولية العامة.

اما ما نعيشه اليوم و نرى من الانظمة الخانقة للشعوب ، فيمكن ان نستوعب مدى جهل تلك الانظمة و عدم قرائتها للعصر و عدم استيعابها حتى لمساحة صغيرة من متطلبات العصر و تبريرهم المستمر لاستخدام العنف كرد فعل رغم التطورات التي تفرض امتناع اللجوء الى العنف مهما حصل، فالنظام الدكتاتوري الشمولي الفاسد الموجود منه كثيرا في الشرق الاوسط هو اصلا عملية عنيفة دائمة و ذات ثمن باهظ يدفعها افراد المجتمع في كل لحظة، وبه يحق لهم اللجوء الى اية وسيلة بما فيها العنف لاستعادة حقوقهم المسلوبة. الانبل مما نشاهده اليوم خلال الاحتجاجات اليومية في الشرق الاوسط و يجب ان نفتخربه، هو المسيرات السلمية الباهرة و على العكس من الانظمة التي تستخدم العنف كما اعتادت فالشعب يستمتع بالسلم في طريقة طلب الحقوق.

تحدث الكثيرون من الباحثين و الفلاسفة و الكتاب حول شرعية استخدام العنف من قبل المظلومين و منهم جورج اويل و فرانز فانون و انجلز و ماركس على سبيل المثال لا الحصر، الا انهم جميعا لم يجمعوا على تبرير استخدام العنف من قبل السلطات في توجهاتهم، بل اجمعوا على حق الشعوب في استرداد حقوقها بكل السبل ، و هذا ما يفرض علينا طرح السؤالالمنطقي، فاذا كان للشعب الحق في استخدام العنف و لم يستخدمه في احلك الظروف و هو يحتج بسلمية فكيف بنظام ليس له اي حق و هو يلتجا الى العنف منذ بدايات ردود فعله على الاحتجاجات الجارية ، فما عقوبته ؟

لو القينا نظرة عميقة على الثورات المتوالية في منطقة الشرق الاوسط منطلقين من جواب و مفهوم السؤال السابق و في ظل وجود حجج مقنعة تبرر استخدام العنف من قبل الشعوب و هو مسالم لحد اليوم ، اننا نتاكد من دموية الانظمة رغم عدم استفادتهم من استخدام العنف، و هو وسيلة مبتذلة ، بل سرٌعت توجهات و خطواتهم على الارض من غوصهم في الوحل و قرٌبت سقوطهم و وفٌرت على الشعوب الزمن الكثير .

ما نشاهده اليوم في سوريا بشع للغاية كما هو حال ليبيا و هي تعيد ما حصل من قبلها، و ان فكرت قليلا مع نفسها قبل ان تستقوى بمواقف بعض الدول و منها العظمى لتتشبث باستخدام العنق في انهاء الاحتجاجات و هي ان فكرت بعد ان تستقوي بها و تنهي الاحتجاجات فهي خاطئة حتى النخاع، فالعوامل الداخلية الدافعة للشعب الى التضحية و استدامة ما اقدم عليه بعدما كسر جدار الخوف لا يمكن ايقافه باية وسيلة كانت الا عند تحقيق الاهداف و استحقاق الحق و الوصول الى المبتغى .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل