المحتوى الرئيسى

ســـوريــا الــى أيــن ؟ بقلم محمد نمر مفارجة

07/03 13:15

ســـوريــا الــى أيــن ؟

بقلم محمد نمر مفارجة

مضى اكثر من مائة يوم على بداية الاحتجاجات في سوريا مترافقا مع ثورات و انتفاضات و احتجاجات تشهدها معظم الدول العربية تعبيرا عن عمق الازمات الحضارية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي يعيشها الواقع العربي الراهن . و في هذا المقال نناقش آفاق الاوضاع في سوريا .

الاوضاع في سوريا :

تعتبر سوريا من البلدان ذات التأثير في السياسات العامة للشرق الأوسط ضمن ما يعرف بمحور الممانعة العربي الذي يرفض أي تسوية مع إسرائيل قبل استعادة الأراضي التي احتلت خلال حرب 1967 . سوريا تدعم حركات المقاومة بشكل رسمي وصريح مثل حركات المقاومة في فلسطين وحزب الله في لبنان . ولسوريا علاقات مميزة مع إيران وكذلك مع تركيا. كما أن لها علاقات مميزة مع روسيا والصين وقد سعت السياسة الخارجية للتوجه نحو بلدان أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية .

و لديها موارد اقتصادية كبيرة حيث بلغ معدل النمو عام 2007 نحو6.5% و انتاج نحو 400طن يوميا من النفط و زراعة جيدة و خاصة محاصيل استراتيجية كالحبوب و صناعة و سياحة جيدتين . كما ان لديها موارد طبيعية جيدة من معادن و نفط وغاز و اراضي و مصادر مياه و سواحل و مساحة جغرافية . وكذلك موارد بشرية كبيرة و عدد سكان يبلغ نحو 23مليونا و نسبة عالية في التعليم و الثقافة و المهنية . و في الجانب العسكري لديها جيش قوي كبير ذو تسليح حديث و لديه تجارب و خبرات قتالية عالية .

و هذا يوضح الاهمية الكبيرة لدولة سوريا و امكاناتها و مواردها و مع العلم ان سوريا لا زالت في حالة حرب مع اسرائيل التي تحتل جزءا من اراضيها و هو ما يجعل من سوريا عاملا مقلقا ذا تهديد جدي لاسرائيل رغم عدم وجود حالة الاشتباك الفعلي بينهما . و سوريا متمسكة بحقوقها و هي حليف مهم لحركات التحرر ضد اسرائيل في لبنان و فلسطين .

تحديات الواقع السوري :

النظام :

حاول النظام في سوريا التعامل مع الاحتجاجات الحالية منذ بدايتها و اقدم على اتخاذ اجراءات عديدة تلبي مطالب المحتجين من الغاء لقانون الطواريء الى تجنيس الاكراد الى سن قانون يسمح بالتظاهر الى اجراءات اقتصادية و الى تغيير الحكومة و غير ذلك من الخطوات التي تشكل اهم مطالب المحتجين . و حاول استعراض قوته الجماهيرية من خلال مظاهرات ضخمة مؤيدة . و لكن ذلك لم يقنع المحتجين و اخذت الاحداث تتجه وجهة عنيفة سقط خلالها القتلى و الجرحى و تم الزج بقوات الجيش ليحاصر بعض المدن و البلدات و يضع حدا للانفلات الامني الذي فرضته مجموعات مسلحة على بعض المناطق الواقعة على اطراف الدولة و فيه حاولت فرض ارادتها و سيطرتها و مارست اساليب انتقام و ثأر من اجهزة النظام و الدولة ذات صفات همجية .

و مؤخرا عاد النظام الى تنظيم التظاهرات الجماهيرية الكبرى المؤيدة في مختلف المدن و البلدات السورية كما حدد موعدا لبداية الحوار مع اطراف المعارضة و سمح لنحو مائتين من الشخصيات المعارضة بعقد اجتماع علني لها في دمشق .


المعارضة :

بدأت الاحتجاجات في منتصف شهر آذار مقتدية بالانتفاضات الشعبية في كل من تونس و مصر حيث تحققت انجازات حقيقية في التغيير بسقوط رأسي النظام هناك . و رفعت في البداية شعارات تطالب بالحرية و الغاء حالة الطواريء و تطورت لتطالب باسقاط النظام . بدأت الاحداث سلمية ثم ما لبثت ان شهدت احداث عنف دموية درامية سقط خلالها المئات من افراد الامن و الشعب و اخذت تتجه الاحداث باتجاه اكثر دموية مع سقوط مزيد من الضحايا و قيام مجموعات مسلحة باعمال حربية و انتقام ذات صبغة همجية بينها التمثيل بجثث القتلى .

المعارضة في الخارج اتخذت من البداية سقفا اعلى يطالب باسقاط النظام و اتجهت للتعاون و الاستقواء بالخارج من قوى غربية و عربية و اقليمية يعنيها اضعاف سوريا و تحطيمها .

في الايام الاخيرة حدثت بعض التطورات المميزة عندما عقدت شخصيات معارضة اجتماعا لها في دمشق و دعت الى اصلاحات جذرية و كبيرة في مجال الحريات و الدستور و الاحزاب و غيرها . ترافق ذلك مع تحديد العاشر من تموز لبداية الحوار الوطني .

الاطراف الخارجية :

حاولت القوى المتربصة بسوريا استغلال الاوضاع الداخلية و لعبت معظم اطرافها ادوارا من التحريض و المساندة المالية و اللوجستية و الاعلامية للحركات المعارضة . حيث ساعدت في عقد مؤتمرات و تظاهرات للمعارضين في الخارج في اوروبا و تركيا و سخرت اجهزة الاعلام و خاصة الفضائيات امكاناتها الضخمة لهذا الغرض و قامت بعضها بفرض عقوبات على شخصيات من النظام فيما حاولت نقل بحث الاوضاع الى مجلس الامن الدولي في محاولة لتطبيق النموذج الليبي و فتح الطريق للتدخل المسلح من الخارج بما يؤدي الى حرب اهلية تدمر الدولة و النظام .

و لعبت بعض الدول العربية دورا مساندا للاحتجاجات و خاصة في مجال الاعلام و الفضائيات بتضخيم الاحداث و بعض اطرافها سهل تقديم مساندة في تسلل مجموعات مسلحة افتعلت احداثا دموية .

فيما لعبت تركيا دورا في فتح مخيمات للاجئين قبل ان يكون هناك حاجة لها و لوحت باقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا لايواء الفارين و المعارضين و تمكينهم من العمل ضد الدولة و النظام . فيما فتحت المجال لاطراف المعارضة في الخارج من عقد مؤتمر لها في تركيا و التحريض ضد النظام .

مستجدات :

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل