المحتوى الرئيسى

ليبيا .. حين يسقط الموت من السماء بقلم:أحمد مصطفى الغـر

07/03 13:15

فى السابع عشر من فبراير عندما خرج البعض من أبناء ليبيا يطالبوا عقيدها بمزيد من الحرية والكرامة و مزيد من التنظيم فى إدارة شئون البلاد ، بالاضافة إلى سؤال بسيط كان القصد من ورائه كل الخير وهو عن أبنائهم الذين قتلوا على يد نظامه فى أحد السجون الليبية ، لماذا قتلوا ؟ ومن قتلهم ؟ ولماذا لم يحاسب ؟

رأى العقيد أنه من الأفضل ألا يخرج مثلما فعل جاره الغربى الذى هرب بعد الخطاب ، أو ذاك الشرقى الذى خلعه شعبه ، فأرسل ابنه يتوعد الجرزان (كما سماهم العقيد فيما بعد) ، فخرج الابن ـ الذى كان يظن أنه سيرث عرش ليبيا مستقبلاً ـ على شعب أبيه يتوعدهم ويهددهم ، بدا منذ الوهلة الاولى لظهوره كالذى يسكب الزيت على الماء ، فالوريث الذى يفترض أنه سيهدأ من ثورة الجماهير لم يفعل !

ليخرج العقيد من بوتقته ليكيل من السباب والشتائم للثائرين من أبناء شعبه مالم يقله مستعمر لوطن استعمره من قبل ، لكن العقيد فعلها ، فالأمر مقلق فعلاً .. إذ كيف للرجل الذى ظل على العرش طيلة أربعين عاما متواصلة أن يخرج عليه أبناء شعبه يطالبوه بالرحيل عن عرشٍ أحبه و عشق التواجد على قمته ؟ ، فأحيانا يعتقد الحاكم المستبد أنه قد خُلق ليكون ملكاً أو زعيماً ، وبعضهم يصل به الغرور إلى حد الجنون فيعتقد أنه إله !

لم يكن حكم القذافي لليبيا يوما ما ديمقراطياً مدعوماً بوجود مؤسسات قضائية ودستورية مستقلة وتداول سلمي للسلطة عبر صناديق الانتخاب, حيث لم يمارس الليبيون هذا الحق منذ اكثر من اربعين عاماً من حكم القذافي الذي اصبح مجرد حكم فردي عمل على ادخال ليبيا في مغامرات حمقاء مجنونة مع جيرانه من الافارقة أو حتى مداخلات صدامية مع دول عربية شقيقة , فضلا عن التصادم مع الولايات المتحدة والغرب أكثر من مرة ، كانت أشهر تلك الصدامات مع سويسرا ، وتفجير لوكربى الذى كلف الخزائن الليبية تعويضات طائلة ، هذا بخلاف ما كانت تتكبده بالأساس للعطاءات السخية لبعض الدول الافريقية الفقيرة فى محاولة منه لضمان ولائها له و جعله ملكاً افريقياً عليهم !

أليس غريب أن تغرق الاراضى الليبية فى آبار من الذهب الأسود ، فإذا بالقذافى وأسرته و حاشيته يتمتعون بمعظم كعكة النفط و يرمى الفتات للشعب ، لم تعرف سماء ليبيا سقوط الذهب فى عهد القذافى رغم غنى الدولة الصحراوية الفاحش طبقاً لما تمتلكه من سواحل كان من الممكن أن تكون منتجعات جاذبة لملايين السائحين ، و أراضى تعوم على بحر من النفط ، وموقع استراتيجى كان من الممكن الاستفادة منه كثيراً ليجعل أبناء ليبيا فى حال أفضل من ذاك الحال ، لكنه جعلهم يرون قذائف الموت تهطل عليهم سواء من كتائبه و مرتزقته أو من خلال قوات الناتو التى اضطر الثوار الى اللجوء إليهم من خلال مجلس الامن الدولى ، حتى سماء ليبيا تلعن القذافى الذى جعل الموت يسقط منها على شعبه .. بدلا من الذهب أو المطر !

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل