المحتوى الرئيسى

بوط العسكر الفلسطيني مش صيني بقلم:م.طارق ابو الفيلات

07/03 15:26

العسكر عسكرنا وبوطه من مصنعنا..

صباح الخير, فلسطيني وإلا صيني؟ بهذه العبارة فاجئني د.حسن ابو لبده مستهلا مكالمته الهاتفية معي وبدون ان أراه شعرت انه يرسم ابتسامة عريضة على وجهه وشعرت انه في مزاج رائق ومن معرفتي بمشاكله اشعر أنها لحظة فريدة ان يشعر وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني انه في مزاج جيد وأتمنى ان يكون حدسي صادقا,وبعد عبارات سريعة دعاني للقائه لبحث أمور قطاعي الذي "صدعت رأسه بمشاكله".

ولم يبح معالي الوزير بشيء أخر مع انني كنت انتظر ردا على مقالتي "كله صيني حتى بوط العسكر الفلسطيني" ولكن في نفس اليوم علمت ان العطاء قد أحيل بشكل مبدئي على شركة تجارية فلسطينية بشرط ان يكون "صناعة فلسطينية".

وهل كنت أريد أكثر من ذلك وهل كنت أطالب بغير ذلك؟

"العسكري فلسطيني وبوطه فلسطيني "

ليت ملحنا مبدعا يتبنى هذه الكلمات ويصنع منها نشيدا نجعلها النشيد الرسمي لاتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية .

لم أتوقف أبدا عند اسم الشركة التي كسبت وتشرفت بهذا العطاء ولم انظر أبدا في سعر الحذاء او مبلغ العطاء كل الذي يهمني انه صناعة فلسطينية وان أيدي فلسطينية ستنتجه وإقداما فلسطينية ستلبسه وبيوتا فلسطينية ستتعشى بفضله ومصانع فلسطينية ستدب فيها الحياة لان جمله واحدة أضيفت للمواصفات الفنية

"صناعة فلسطينية".

بدت النشوة على ملامحي وغمرت السعادة محياي العابس ولاحظت زوجتي انني مرتاح النفس باسم الثغر وسالت ما الذي تغير؟ فأبلغتها وقالت هي نشوة النصر إذا. فقلت لا بل هي نشوة النجاح والتوفيق,

فقالت :وما الفرق ؟ قلت لها الفرق جد كبير.

النشوة تغمرني لانني نجحت في مهمة الدفاع عن صناعتنا الوطنية ووفقني ربي فأوصلت صوتي وشرحت قضيتي وأقنعت أصحاب القرار بوجهة نظري لقد وفقت في خلق رأي عام داعم للصناعة الوطنية رافض لغزو المنتجات الصينية ,اشعر بالنشوة لانني أسمعت من حولي صوتي بكل هدوء وأدب لا تجريح ولا تقريح لكن بالعقل والمنطق .

والحق ان مهمتي لم تكن صعبه او شاقه,فكل الذين خاطبتهم كانوا مقتنعين ومتعاطفين بل مؤازرين لكنها عقبه القوانين,لم يرفض احد منطقي ولم يشكك احد في عدالة قضيتي وكلماتي خرجت من القلب فاستقرت في القلب والدماء الفلسطينية في عروق كل من خاطبتهم سهلت مهمتي وساعدت قضيتي فالدماء تحن إلى الدماء ودمنا واحد.

ولا اسميها نشوة النصر لان النصر يعني منتصر ومهزوم وانأ أرى حولي فلسطينيين منتصرين ولا أرى مهزوما واحدا .

انا منتصر لانني بلغت الرسالة وأديت الامانه وأنجزت خدمة لقطاعي

التاجر الذي كسب العطاء منتصر لأنه سيحقق ربحا وسينال مدحا.

الحكومة منتصرة لأنها وفرت الحذاء المناسب لعسكرها والعمل لشعبها.

والعسكري الفلسطيني منتصر لأنه لم يلبس حذاء صينينا وسيشعر بالفخر لأنه حمى اقتصاد الوطن فضلا عن أمنه.

يا لها من نهاية رائعة ان نربح جميعا وننتصر جميعا.

هذه النهاية السعيدة لم اصنعها إنا وحدي ولم اكتب هذه الخاتمة المدهشة بمفردي ربما كتبت البداية لكن الفصول الأخرى يعود الفضل فيها لأصحاب الفضل ممن سمعوا ولبوا وتدخلوا بشكل مباشر او غير مباشر .

وباجتهادي أتوقع ان هذه الخاتمة ما كانت لتسعدنا لولا تدخل رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد ووكيل وزارة الاقتصاد والإخوة في هيئة الإمداد والتجهيز والأفاضل في لجنة العطاء المركزية واشهد إنهم كانوا ايجابيين متعاطفين وإنني لم أجد صعوبة أبدا في إقناعهم فهم أصلا مقتنعين

لعلها تكون بداية الفرج وضوء أخر النفق وليت الأمر يحسم لصالح منتجنا الوطني في كل عطاء فلسطيني فنحق بمالنا أحق وفلسطين لها علينا كل الحق.

لن اشكر أحدا حتى لا اتهم بالنفاق لكن مئات العمال سيشكرون من ساعدهم ولن يتهمهم احد بالنفاق وشكرهم اصدق من شكري ودعواتهم ليس بينها وبين الله حجاب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل