المحتوى الرئيسى

اليونسكو تتجاهل مطالب الأثريين العرب بالتدخل لحماية التراث الليبي

07/03 01:32

في ظل تفاقم حالة العنف المسلح التي تشهدها عديد من بلدان المنطقة العربية الآن‏,‏ عرضنا في الأسبوع الماضي ملف المخاطر التي تهدد المدن التراثية و الأثرية في العالم العربي‏.‏

 وعقب النشر مباشرة تلقينا أكثر من تعليق ومبادرة للعمل علي حماية هذا التراث, الشاهد الأصدق علي تاريخ الأمة العربية وأيامها. فقد أشار د محمد العزيز بن عاشور في سياق حواره مع الزميل محمد مطر إلي أهمية القضية التي تبنتها صفحة دنيا الثقافة وأصدر توجيهاته لمستشار مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليسكو السيد وجدي محمود لمتابعة الخطوات الإجرائية لعقد مؤتمر لحماية المواقع التراثية والأثرية والمتاحف والمؤسسات العلمية في الوطن العربي.

و قد شهد الأربعاء الماضي اجتماعا بين د محمد الكحلاوي, أمين الاتحاد العام للأثريين العرب, والسيد وجدي محمود, اتفقا خلاله علي اقتراح توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليسكو والاتحاد العام للأثريين العرب, تكون قضيته الرئيسية حماية المواقع التراثية والأثرية والمتاحف والمؤسسات العلمية في الوطن العربي, والتعاون في إعداد المؤتمر الرابع عشر للاتحاد العام للأثريين العرب, ووضع آليات لحماية التراث العربي من خلال استراتيجية مشتركة تعني بهذا الشأن, ومخاطبة رجال القانون الدولي المتخصصين في حماية الممتلكات الثقافية وذلك لصياغة قانون يفعل حماية المواقع الأثرية العربية من مخاطر الحروب والنزاعات, وضع خطة علمية مشتركة لتسجيل التراث العربي بأحدث الطرق والأساليب العلمية بهدف حمايته وصيانته واسترجاعه عندما يتعرض لخطر السرقة والتدمير وعمل قائمة عربية للتراث القومي العربي, تكون بمثابة قوائم تمهيدية يمكن تسجيلها علي قائمة التراث العالمي وتحديد المواقع الأثرية في الوطن العربي التي تعاني من مخاطر النزاعات الإقليمية أو الكوارث الطبيعية, درءا للمخاطر ولضمان سلامة المواقع علي أن يتم توقيع بروتوكول التعاون المشترك بحضور معالي الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليسكو والأستاذ الدكتور علي رضوان رئيس الاتحاد العام للأثريين العرب.

و في حوار قصير سبق اللقاء الذي تم بين د.الكحلاوي ومستشار مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليسكوس, فجر أمين الاتحاد العام للأثريين العرب مفاجأة من العيار الثقيل إذ أطلعنا علي نص رسالة وجهها الاتحاد للدكتورة ايرينا بوكوفا مدير منظمة اليونسكو بتاريخ9-6-2011 لمناشدتها بالتدخل السريع و الفوري للحد من المخاطر المحدقة بالتراث الليبي و ضمان سلامته و تأمينه التزاما بالمواثيق الدولية,مؤكدا أنه لم يتلق عليها أي رد حتي لحظة كتابة هذه السطور!! وقد ورد في الخطاب المشار إليه أن اتحاد الأثريين العرب قد حاول الاتصال بإدارة الآثار الليبية للتحقق من الأوضاع والمخاطر التي تهدد التراث الأثري جراء أعمال القذف العنيف من قبل قوات حلف الناتو و لكنه لم يتمكن من ذلك,, و طالب الاتحاد منظمة اليونسكو بان تضطلع بدورها القانوني لحماية المواقع الأثرية والمتاحف في المواقع المهددة بالخطر وبخاصة في أوقات الحروب في البلدان التي تمتلك ممتلكات ثقافية وتراثية التزاما بالمواثيق الدولية المعمول بها في هذا الشأن, مع إبداء استعداد الاتحاد للمساعدة بالخبرة والكوادر الفنية المتخصصة في أعمال الترميم والصيانة..و أشار الخطاب إلي المواقع الأثرية الليبية المهمة مثل: مدينة قورينا, أكاكوس, لبدة الكبري سبها القديمة- جامع مصطفي قرجي, مسجد زلتين, قوس ماركس ابو لونيا اغدامس... وغيرها وطالب اليونسكو بإعداد لافتات علي أسطح المواقع الأثرية والمتاحف لتجنب تدميرها وتشكيل لجنة بالتعاون بين منظمة الاليسكو والاتحاد العام للأثريين العرب للوقوف عن قرب علي سلامة المواقع الأثرية والمتاحف الليبية. و يقول د. الكحلاوي: حتي تاريخه لم نسمع أن هناك تدابير قد اتخذت من قبل المنظمة الموقرة تنبه قوات الناتو بالمواقع الأثرية والمتاحف لحمايتها من ضربات ورجمات القنابل العشوائية التي استباحت حرمة دولة من الدول العربية, وأضاف قائلا: نظرا للظروف الراهنة التي تتعرض فيها المواقع التراثية والأثرية بالجماهيرية الليبية لمخاطر جسيمة نتيجة الأعمال العسكرية من قبل قوات الناتو علي الجماهيرية الليبية فقد اتفق السيد وجدي محمود مستشار مدير عام المنظمة علي اقتراح توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الاليسكو والاتحاد تكون قضيته الرئيسية في أعمال المؤتمر هي حماية المواقع التراثية والأثرية والمتاحف والمؤسسات العلمية في الوطن العربي خاصة.

و الحقيقة أن حالة الصمت المطبق من قبل اليونسكو, برغم مناشدة د. بوكوفا في مارس الماضي للناتو والقوات الليبية بعدم قصف المواقع الأثرية في ليبيا, التي وصفتها بأنها ذات قيمة تاريخية عظيمة وبأنها جزء من التراث الثقافي العالمي وينبغي المحافظة عليه, بالإضافة لإهمال جامعة الدول العربية تأكيد ضرورة حماية هذا التراث حينما سمحت باستخدام القوة المسلحة علي الأراضي الليبية والتنبيه للمخاطر التي تتهدد التراث الثقافي المادي في أكثر من5 دول عربية نتيجة للصراعات الداخلية و المواجهات بين الأنظمة الحاكمة و الحركات الثورية وتأخر مطالبة المنظمات العربية لليونسكو بالتحرك, أمور ترسم أكثر من علامة تعجب و استفهام ربما لا تكون اللحظة الراهنة أنسب الأوقات للتوقف أمامها و تحليلها, إذ إن الظروف الراهنة التي تمر بها بلدان المنطقة ككل تستدعي التحرك الفوري لوضع عمل قائمة عربية للتراث القومي العربي و تسجيل هذا التراث في قائمة التراث العالمي لحمايته وصيانته واسترجاعه إذا ما تعرض لخطر السرقة والتدمير- لا قدر الله. و هوما نأمل أن يتم علي وجه السرعة لكسر سلسلة النكبات التي طمست صفحات من تاريخنا في العراق و فلسطين و لبنان و غزة و التي بات من الممكن أن تتجدد بصورة أعنف في السودان وسوريا و اليمن و الجزائر, بل في مصرنا المحروسة. وإذا كان اقتراح توقيع بروتوكول التعاون مشتركا بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاليسكو والاتحاد العام للأثريين العرب أول الغيث, فالمطلوب ألا يكون آخر المطاف أو مجرد وثيقة تضاف لوثائقنا المنسية.

Comments

عاجل