المحتوى الرئيسى

د. هشام منصور يكتب: أنت حتى محصلتش فرعون "2"

07/03 01:04

لقد اعتبر البعض فى تعليقاتهم على مقالى السابق "أنت حتى محصلتش فرعون" أن التوبة هى أمر بسيط وهين خصوصا عندما يتعلق الأمر بحقوق الناس ودمائهم وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، لقد غاب عن الكثيرين أن التوبة لها شروط عند معظم الفقهاء وأول شروط التوبة هى الاعتراف بالذنب والشرط الثانى هو الإقلاع عن المعصية والشرط الثالث الندم على ما كان من الذنب، كما قال عليه الصلاة والسلام «الندم توبة« والشرط الرابع وهو العزم على عدم العودة إلى المعصية من جديد والشرط الخامس وهو رد المظالم إلى أهلها والشرط السادس أن تكون التوبة قبل الغرغرة، تلك شروط التوبة.... والتوبة متاحة فى أى وقت متى شاء العبد ومتى أراد ومتى تحققت شروطها خصوصا فيما يتعلق بحقوق العباد ودمائهم.

فهل الخطاب الذى خرج به علينا مبارك من قناة العربية يحمل فى جملة واحدة منه معنى واحد من معانى الندم والذل والانكسار لله عز وجل أو على الأقل حمل نوعا من الاعتذار لهذا الشعب... "وهذا هو الشرط الأول من شروط التوبة".. هل اعترف وأقر مبارك بأى ذنب اقترفه فى حق هذه الأمة...."

الشرط الثانى من شروط التوبة هل وقف مبارك وقال أنا أريد أن يقتص منى لكل شهيد فى هذه الأمة حتى ألقى الله طاهرا من أموال الناس ودمائهم وأعراضهم؟، هل وقف مبارك وقال أنا أستحق الإعدام نظير كل ما فعلت؟، هل وقف مبارك وقال أنا أريد أن أذبح ألف مرة ومرة جزاءً وتكفيرا عمن قتلت وذبحت من أبناء الأمة؟.

الشرط الثالث من شروط التوبة، هل وقف مبارك وقال أنا مستعد أن أرد كل مليم لهذا الشعب؟، "الشرط الرابع للتوبة: الرجل لم يفعل أيًّا من هذا على الإطلاق... فهل فكر مجرد تفكير فى التوبة النصوح وبشروطها!!!!

فرعون عندما قتل موسى عليه السلام مصريا بطريق الخطأ وفى مشاجرة، ولم يكن يقصد موسى عليه السلام قتل المصرى وإنما أبت على موسى مروءته أن يدع مظلوما ولا يدافع عنه فأراد فرعون القبض على موسى عليه السلام ومحاكمته "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إنَّ المَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ ليَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"، فرعون عندما قُتل مصرى واحد بطريق الخطأ أراد معاقبة موسى عليه السلام، وأنت عندما قتل من بنى إسرائيل عدد كبير من مجندين وأفراد الشرطة المصرية فى معبر رفح لم تحرك ساكنا وفى كل مرة كنت تستقبل وتقبل شيمون بيريز وتسيبى ليفنى وبنيامين بن إليعازر فرحا للتهنئة بمقتل جندى مصرى لترقصوا معا على دماء الجنود المصريين، فرعون لم يقبل أن تقع جريمة واحدة على أرض مصر.... بينما أنت قبلت بجرائم قتل وحرق المصريين فى حوادث القطارات واشتعالها وغرق العبارات وهروب أصحابها.


فرعون استخدم بنى إسرائيل وكانوا خدماً له وطوع أمره بل وقهرهم كما يوضح القرآن الكريم "وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ".... بينما أنت كنت تحت طوع بنى إسرائيل لا تعصى لهم أمرا.... بل وقهرت شعبك ولم تلب له طلبا واحدا وحرمته وأعطيت بنى إسرائيل...... فرعون أراد طرد بنى إسرائيل من مصر والتخلص منهم "فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ" فخرج بهم موسى عليه السلام ليلا من مصر.... وأنت فتحت مصر على مصراعيها ليلا ونهارا لبنى إسرائيل يعيثون فيها فسادا وخرابا..... فرعون حشر جنوده لقتل بنى إسرائيل عدواناً وظلما "فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً"، بينما أنت جمعت جنودك وأمن الدولة لقتل شعبك عدواناً وظلما فى ميدان التحرير.... فرعون ربى فى قصره نبيا من أولى العزم من الرسل موسى عليه السلام الذى نجى الله به بنى إسرائيل من فرعون "فَالْتَقَطهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً"، بينما أنت ربيت فى قصرك ابنك ووريثك ليكون عدوا وحزنا للمصريين ولم يكونوا لينجوا منه أبدا لولا فضل الله، فرعون لم يقبل أن يقتل مصرى واحد دون عقاب وحساب، وأنت قبلت أن يقتل أكثر من ألف شاب وفتاة فى ميدان التحرير تحت سمعك وبصرك وأمام عينيك، فرعون كانت تخشى منه بنى إسرائيل وتعمل له ألف حساب "قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ"، بينما أنت كنت لعبة فى يد بنى إسرائيل لا تخشى منك ولا تعمل لك أى حساب، فرعون احترم وأحب وقدر قادة جيوشه ورفع ذكرهم وكتب أسماءهم على جدران معابده لتكون شاهدا على انتصاراتهم، وأنت محيت تاريخ وصور قائد جيش مصر وقائدك فى المعركة الفريق سعد الدين الشاذلى وشردته وطردته إذلالاً له وتلبية لرغبة بنى إسرائيل ونسبت انتصاره لنفسك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل