المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب: الشعب نفسه يشوف مبارك وحاشيته بالبدلة الزرقاء.!

07/02 18:29

هو مش من حق الشعب برضه أن يرى شلة الفاسدين في البدلة الزرقاء أوالبيضاء وهم في السجن أو وهم في المحكمة واقفين في القفص أمام القاضي، كما يتم تصويرهم تليفزيونيا وفوتوغرافياً  ولا دى كمان صعب تحقيقها،حتى يشُفي غليل الملايين وهم يشاهدون الخونة في هذا الموقف الذليل الذي يستحقونه بما اقترفته أيديهم القذرة من آثام في حق الشعب،وهم الذين سجنوه وسحلوه وأذلوه طيلة الحقبة المباركية السوداء،فرؤية هؤلاء في وضعهم الحالي حق أصيل للشعب، بأن يتم السماح لكل وسائل الإعلام بالتصوير ومتابعة محاكمتهم عن قرب وبشفافية أكثر، هذا المطلب العادل ليس بكثيرعلى المجلس العسكري الحاكم ان ينفذه ويحقق للشعب أمنيته وهو يرى كل من أهانوه وهم يحاكمون، ويطالعونهم وهم يمارسون حياة السجن خلف الأسوار الحديدية، كما كانوا يجلسون على كراسيهم الوثيرة منتفخي الأوداج وكروشهم ممتدة أمامهم في عز صولجانهم وسلطانهم والضحكة ملء شدقيهم متلذذين، بتعذيب الشعب داخل وطنه لمدة ثلاثين عاماً، مش آن الأوان برضه لتتبدل الأدوار ويعيش الشعب لحظة سعادة ممزوجة بالحرية، وهو يرى كل من عّذبه يعيش الحياة التي سبق وعاشها لكن الفارق أن هؤلاء يقضون أياماً قليلة قد تطول لشهور على أقصي تقدير أو قُل سنة أو سنتين،قبل محاكمتهم وتنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم، فيما مكث الشعب ثلاثة عقود أسيراً لمن هم على شاكلة هؤلاء الفاسدين.

والمثير هنا بما يتعلق بهؤلاء أنهم يخشون الفضيحة ويخافون من أعين الشعب وهي تراهم في هذا الموقف وشهدناهم يتفننون في كيفية حجب كاميرات التصوير عنهم باللجوء إلى جاكت بدلة أو ملاءة سرير يرفعها أحد أنصارهم أو أقربائهم لا فرق، كي لا يتمكن المصورون من تصويرهم وملاحقتهم..! وهم يهبطون من سيارة الترحيلات متوجهين للمحكمة أو العكس بالعودة لسجنهم،وهم الذين لم يخجلوا من أنفسهم ولم يخشوا وجه الله طيلة سنوات وجودهم في السلطة وما اقترفوه من موبقات ومفاسد يومياً تضررت منها مصر وشعبها بما يعنى أنهم يخشون العباد ولايخشون الله وأناس مثل هؤلاء لايؤتمنون على بشر.

والآن وبعد أن انكشفوا وانكشفت مفاسدهم يرى الشعب أن وجودهم في السجون انتظاراً للمحاكمات ليس كافياً بل يجب أن تتتسم هذه المحاكمات بالشفافية المطلوبة ومنها رؤية هؤلاء ذهاباً وجيئة من وإلى سجنهم ومقر المحاكم التي يّوردون إليها،فقد يكون هذا الإجراء بمثابة جزء بسيط بما يشبه قالب الثلج الذي قد تبرد معه قلوب محترقة على شهداء فقدناها من خيرة شبابنا، وسنوات عاش فيها الشعب طريداً داخل وطنه، ويبدو الأمر بسيطاً للغاية لو أراد المجلس العسكري ومعه الداخلية ذلك بتأمين مواكب الفاسدين طوال فترة محاكماتهم التأمين الجيد وإفساح مساحة اكبر للإعلام للتحرك من خلالها ليعكس صورة هذه المحاكمات بشفافية كاملة للشعب،والمجلس العسكري والداخلية قادران على تحقيق ذلك بسهولة بعدم تعرض المواطنين لهؤلاء أثناء نقلهم طوال سير المحاكمات طال أو قصُر.

فالثورات والتي لا تندلع عادة إلا بعد أن ينتشر الفساد في الأرض والبحر ويعم العباد والبلاد، وعندما يكتب لها النجاح تأتي بمن عاثوا في الأرض فساداً وتبدأ في محاكمتهم علانية دون خجل أو مواربة ولايكون هناك أي خوف أو ما يمنع بإظهارهم للرأي العام وهو ما كنا نوّد أن نراه من نتاج ثورتنا لكن للأسف لم يحدث،بل واللافت أيضاً أن المحاكمات تسير ببطء قاتل وهو ما يرفضه الشعب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل