المحتوى الرئيسى

تحليل-الامم المتحدة تواجه تحديات في السودان مع استعداد جنوبه لانفصال

07/02 16:15

الامم المتحدة (رويترز) - بينما يستعد جنوب السودان للانفصال في التاسع من يوليو تموز تتهيأ الامم المتحدة لان تصبح حارسة لجنوب السودان الفقير الذي مزقته الحرب ولكنه منتج للنفط والذي سيصبح عاجلا العضو رقم 193 بالامم المتحدة.

والمنظمة العالمية لديها عمل صمم لها في مجال بناء الدولة في جنوب السودان الذي شوهته الحرب الاهلية التي استمرت عشرات السنين والصراعات القبلية والفقر. ويحذر محللون من أنه لا توجد ضمانة للنجاح ومن أن الفشل في اقامة دولة تتوافر لها مقومات البقاء في جنوب السودان قد يقوض الاستقرار في المنطقة برمتها.

قال مسؤول بالامم المتحدة لرويترز "نقدر أننا نحتاج من عامين الى ثلاثة أعوام كي ينهض جنوب السودان على قدميه." وتابع "ذلك ليس بالوقت الكثير عندما نساعد في بناء دولة جديدة."

ومما يسلط الضوء على دور الامم المتحدة في جنوب السودان أن المنظمة الدولية أقامت قبل عدة سنوات دار الطباعة الكبيرة الوحيدة فيما سيطلق عليها قريبا "جنوب السودن". وشيدت الامم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة لها ووكالاتها المدارس والمستشفيات وشقت الطرق في جنوب السودان.

ويزيد الوضع تعقيدا الاتجاه العدائي المتزايد من قبل الخرطوم - التي يرأسها الرئيس عمر حسن البشير الذي يشتبه في أنه منسق حملة الابادة في اقليم دارفور - ازاء جنوب السودان والامم المتحدة والغرب بينما يسعى شمال السودان لسحق عدد من الحركات المسلحة على أراضيه.

هناك أيضا مشكلة ضعف العائدات النفطية التي قد يثبت أنها عبء كبير بالنسبة للساسة ومسؤولي الحكومة في جنوب السودان.

وقال دبلوماسي في الامم المتحدة اشترط عدم الكشف عن هويته "عائدات النفط المقدرة (للجنوب) غير واقعية." وتابع قائلا "ستكون لديهم أموال لكنها لا تكفي لتغطية نفقاتهم."

ويسيطر الجنوب على حوالي ثلاثة أرباع احتياطيات السودان النفطية ولكن الجنوب لا يطل على بحار ويحتاج الى نقل النفط عبر الشمال نظرا لعدم وجود مسارات لخط الانابيب.

وينتج السودان حوالي 500 ألف برميل يوميا من الخام.

وعلى الرغم من اعتمادهما التجاري على بعضهما بعضا الا أن الشمال والجنوب يخوضان منازعات وصراعات لم تحل في المناطق الحدودية المضطربة مثل أبيي وولاية جنوب كردفان وولاية النيل الازرق حيث اشتبكت مرارا في الاشهر القليلة الماضية قوات شمالية وقوات جنوبية والميليشيات المتحالفة معهما.

والجنوب لديه عروض وافرة من الدعم من الحكومات التي تريد له النجاح. وتتدفق المعونات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتستثمر الصين بكثافة هناك.

قالت فابيين هارا من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "هناك قدر كبير من النوايا الطيبة من جانب المانحين تجاه جنوب السودان لكن هناك أيضا خطر ألا يكون هناك تنسيق كاف للمساعدات."

وسيتعامل المستثمرون بحذر مع جنوب السودان رغم تشجيع الامم المتحدة والحكومات الغربية.

وقالت مجموعة أوراسيا في تقرير جديد عن السودان "حتى لو جرى تجنب السيناريو الاسوأ فاننا نتوقع أن يستمر المناخ الاستثماري العام في شمال السودان وجنوبه في فرض تحد هائل لاسيما في الجنوب."

وأضافت أوراسيا "ربما لا يزال في وسع الخرطوم أن تحتل - أو تسعى لاحتلال المناطق النفطية القريبة من الحدود - ولكن الخطر الاكبر مع مرور الوقت قد يأتي من جماعات المتمردين الساخطين والجماعات الساخطة في دولة جنوب السودان الجديدة الهشة."

ويقول خبراء حقوق الانسان انه سيتعين كذلك على الامم المتحدة والحكومات الصديقة مساعدة الجنوب على التحول الديمقراطي.

قال عثمان حميدة رئيس المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام "بينما يحارب العالم العربي من أجل حريته لا يزال القهر وانتهاك حقوق الانسان في السودان بلا رادع." وتابع قائلا "وفي الجنوب يتزايد الفساد والحكم الاستبدادي."

وأضاف "اذا لم يتم التعامل مع هذا الان فان فرصة مساعدة شعب الجنوب ستفلت من بين أصابع المجتمع الدولي."

ومن المتوقع أن يوافق مجلس الامن التابع للامم المتحدة في الثامن من يوليو أي قبل يوم من انفصال جنوب السودان رسميا عن الشمال على نشر ما يصل الى سبعة الاف من أفراد قوة لحفظ السلام في الجنوب.

واذا تمت الموافقة على نشر هذه القوة كما يتوقع فان بعثة الامم المتحدة في الجنوب سيتولى رئاستها الدبلوماسية النرويجية هيلدا جونسون التي تشغل في الوقت الحالي منصب نائب مدير صندوق الامم المتحدة للطفولة والتي ألفت كتابا جديدا عن السودان.

ولن تكون مهمة جونسون سهلة. وكان يتعين على الامم المتحدة عادة أن تتعامل مع قوات دون المستوى كما كان الحال في أبيي قبل أن يشكل مجلس الامن قوة اثيوبية منفصلة لحفظ السلام في المنطقة التي تريد كل من الخرطوم وجوبا السيطرة عليها.

وستكون بعثة الامم المتحدة لجنوب السودان رابع قوة منفصلة للامم المتحدة في السودان والقوى الثلاث الاخرى في دارفور وأبيي وبعثة ثالثة تسمى بعثة الامم المتحدة في السودان التي تراقب الامتثال لاتفاقية السلام بين الشمال والجنوب في عام 2005 التي أنهت عقودا من الحرب الاهلية.

ويريد الشمال انسحاب بعثة الامم المتحدة في السودان بحلول التاسع من يوليو ولكن دبلوماسيين في مجلس الامن يقولون ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين توحد جهودها للضغط على الخرطوم كي تسمح ببقاء بعثة الامم المتحدة في السودان ثلاثة أشهر أخرى بعد انفصال الجنوب تمشيا مع نتائج استفتاء أجري في يناير الماضي.

ولتأكيد التزام الامم المتحدة تجاه جنوب السودان قال المكتب الصحفي للمنظمة الدولية ان الامين العام بان جي مون سيكون في العاصمة جوبا في التاسع من يوليو. ويقول مسؤولون في الامم المتحدة ان الهدف من وجود شخصية عالمية كبيرة مثل بان هو اعطاء الدولة الجديدة دفعة فورية للشرعية.

ولكن دبلوماسيين يقولون ان القليل قد يبذل لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان اذا استمرت حالة الاشتباك بين الشمال والجنوب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل