المحتوى الرئيسى

ثورة التعليم

07/02 08:18

تحدث معى بعض الأصدقاء من أساتذة الجامعات حول ما تناولته فى مقال الأسبوع الماضى عن طرق اختيار قيادات الجامعات والكليات، وجاء أبرز تعليق عن ضرورة أن تكون هذه المناصب دون مزايا مثل عضوية هيئات حكومية وغيرها، لأن الفساد يكمن فى هذه المكافآت التى تجعل الجميع يسعى لتولى هذه المناصب، أما فى دول العالم فعميد الكلية أو رئيس القسم يتولى تيسير الأمور الإدارية، وبالتالى يهرب من المنافسة على المواقع العلماء الحقيقيون المشغولون بالعملية التعليمية والبحثية.

يجب أن نقلق عندما يشغلنا ما يحدث فى التحرير أو أمام مبنى ماسبيرو أو عند مسرح البالون أو من قبل فى إمبابة وأطفيح وقنا وغيرها من المناطق المشتعلة فى مصر عن مناقشة ملفات المستقبل، وأهمها التعليم بالطبع، وللزعيم الفرنسى ديجول مقولة عظيمة عندما عاد إلى فرنسا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية، وقال «لو القضاء والجامعات بخير فكل شىء قابل للبناء».. وإذا كان القضاء المصرى متماسكا إلى حد ما فالحقيقة الواضحة للجميع أن الجامعات والتعليم فى مرحلة انهيار غير مسبوقة، وهو ما يتطلب وقفة جادة من أجل مستقبل هذا البلد، وقرارات جريئة وتكاتف جميع قوى المجتمع بعيداً عن أى حسابات سياسية،

فإذا كان ديجول نفسه يقول إن السياسة أمر أكثر جدية من أن يترك للسياسيين، فما بالنا بالتعليم الذى يعتبر عصب أى أمة؟! فإنه يحتاج بلاشك إلى خبراء يجوبون العالم لنقل الخبرات المختلفة كما كان يفعل د. حسام بدراوى «وأظن على نفقته الخاصة» وأعد أفكاراً جريئة لتطوير التعليم تم تشويه ما أنجز منها وتجاهل الكثير من الأفكار، حيث كان النظام السابق يتعامل مع التعليم كقضية ثانوية.. ولا أعرف أين اختفى د. حسام بدراوى بعد الثورة، ولماذا لا يشارك بأفكاره الجريئة والمحترمة فى إعادة بناء مصر، خاصة أن المناخ أصبح مؤهلاً لذلك؟!

هناك بعض القضايا فى مصر تحتاج إلى توافق مجتمعى مثل التعليم والدعم.. وإذا كانت القوى السياسية قد توافقت على الانتخابات، فأولى بها أن تشكل لجانا فوراً لدراسة مثل هذه القضايا فلم تعد هناك رفاهية فى تضييع وقت آخر على مصر.

■ إذا كان القضاء فى مصر يحتاج إلى نقل التفتيش من وزارة العدل إلى المجلس الأعلى للقضاء، فإن التعليم يحتاج إلى ثورة تبدأ من المجتمع وليس الحكومة، خاصة أن عناصر العملية التعليمية تتمثل فى المدرس والمناهج والإدارة والطلاب.. والمجتمع مشارك بشكل أو آخر فى كل هذه العناصر، وبالتالى هو المنوط به الاقتناع والبدء فى ثورة التعليم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل