المحتوى الرئيسى

فى الموضوعثمن الديمقراطية

07/02 00:25

في لقائه بصحفيي الأهرام قال الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق أن الديمقراطية هي الطريق الأنسب للحكم لكنها ليست الطريق الأسهل‏.‏

هذه العبارة استدعت في الأذهان صورة المشهد الحالي الذي يسود الأجواء المصرية من انقسامات بين رؤي اتئلافات الثورة حول أولويات المرحلة الحالية التي تمر بها مصر إلي جانب المظاهرات الفئوية والاعتصامات العمالية ودسائس الفتنة الطائفية وأحداث البلطجة التي تقودها الثورة المضادة بغرض زعزعة الاستقرار والخروج بالثورة عن مسارها كما حدث أمس الأول بميدان التحرير.

ولعل ابرز مثال علي انقسام الشارع المصري الآن بكل طوائفه السياسية وتياراته الفكرية هو الاختلاف حول الانتخابات أولا أم الدستور أولا وما يترتب علي ذلك من انشقاقات واتهامات متبادلة برغم أن استفتاء19 مارس الماضي خرج بنتيجة محددة هي الانتخابات أولا ثم اختيار جمعية تأسيسية لإعداد الدستور خلال6 أشهر من انتخاب البرلمان.

ولأنها الديمقراطية التي ارتضيناها وآمنا بها فهي التي جاءت بنتيجة ذلك الاستفتاء بشفافية ووضوح, ولا يجوز لنا أن نلتف علي نتائجها ونعد الدستور قبل إجراء الانتخابات والا ستهدم اللبنة الأولي في أول جدار ديمقراطي قمنا ببنائه بعد ثورة يناير!

صحيح أن حالة الحراك السياسي والجدل التي تشهدها مصر الآن تعبر عن أحد المظاهر الصحية لحالة مصر السياسية لكنها لا ينبغي أن تطور وتتواصل حتي يتحقق الاستقرار ونبدأ البناء وعلينا في النهاية أن نحترم الخيار الديمقراطي الذي انتهت إليه الأغلبية أيا كانت مبررات رؤية الاقلية أو رغبتها لان هذه هي الديمقراطية التي ننادي بها ونسعي إلي تطبيقها مهما حدث لأنها ليست الطريق الاسهل, كما قال مهاتير وذلك هو ثمن الديمقراطية.
[email protected]

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل