الإذاعة العراقية تحتفل بالعيد الماسي لبداية إرسالها
بغداد - ماجد عبدالقادر
قبل خمس وسبعين سنة، وفي مثل هذا اليوم، ارتفعت في أثير العاصمة العراقية أول كلمات إذاعتها، معلنة هنا بغداد وذلك في عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين من القرن الماضي، نطق الراديو الذي يُعرف الآن براديو جمهورية العراق أو بغداد، ليحتفل الآن بيوبيله الماسي.
وكان الراديو يَبُث منذ بداية تأسيسه بشكل مباشر ولمدة ثلاث ساعات ولثلاثةِ أيام فقط في الأسبوع. وتقول مديرة إذاعة بغداد، "إن الإذاعة إذاعة عريقة وهي الثالثة بعد راديو القاهرة وفلسطين."
وفي البداية كانت الاذاعة تبدأ إرسالها بصوت بلبل حقيقي لمدة خمس دقائق، ثم عرفت الإذاعة فيما بعد بلبل الاذاعة الميكانيكي والذي يعرفه معظم العراقيين إذ كانت الإذاعة تبدأ بثها بصوت هذا البلبل الشهير لمدة خمس دقائق يومياً وأصبح بصمة تميز الاذاعة حتى يومنا هذا، وتم استحداثه لضرورات ضبط مستوى الموجات الصوتية وقياس أعلى وأدنى ذبذبة، والطريف في الأمر أنه كان للبلبل راتب شهري.
ويقول أحد المذيعين الرواد "إن مدير الإذاعة في بداية التأسيس كان يتقاضى راتباً شهرياً يقول إنه لعلف البلبل."
وحين مات البلبل الحقيقي أهدى الملك فيصل الثاني الإذاعة بديلاً ميكانيكياً جلبه من لندن، ومازال يعمل حتى الآن، كان يسميه البعض شاعر الإذاعة بسبب اعتقاد الناس ولسنوات طويلة أنه بلبل حقيقي وليس صناعياً، كما أن الراديو استقطب العديد من المثقفين والفنانين وتوسع بثه بوتيرة مختلفة حسب نظام الحكم الذي يحكم العراق.
ويقول مذيع من الرواد إن الإذاعة رائدة في إبداعها وتألقها وتخريجها للكوادر الإذاعية العراقية.
وأنشأت الحكومة العراقية هذه الإذاعة بسبب انطلاق إذاعة الزهور التي أسسها الملك الشاب غازي في قصره، والطريف هنا أن الملك غازي كان يعمل في إذاعته لوحده فهو يعد ويقدم البرامج والأغاني وكانت إذاعته تبث في بغداد فقط ولا يلتقطها إلا عدد محدود من أجهزة الاستقبال وزعها الملك على بعض الأماكن.
Comments