المحتوى الرئيسى

الأسري... بين الجحيم المحموم ..وفنادق الخمس نجوم بقلم : أسامة الوحيدي

07/01 21:30

الأسري... بين الجحيم المحموم ..وفنادق الخمس نجوم .

بقلم : أسامة الوحيدي.

الهجوم الذي تضمنه التصريح الأخير الذي أدلي به نتنياهو بإعلانه بكل تبجح عن انتهاء الحفلة التي يعيش لحظاتها ويستمتع بفقراتها الأسري الفلسطينيون ، وأن الوقت قد حان لتغيير ظروف الاعتقال التي تشهدها السجون والمعتقلات الإسرائيلية من خلال تقليص مستوي الرفاهية والبذخ الذي يحيونه الأسري ليصل إلي حدود ما يتيحه القانون الدولي لا أكثر من ذلك ولا أقل ... يؤكد مرة أخري علي مهارة هذا الرجل في حياكة الدسائس وبراعته في تزييف الحقائق والالتفاف عليها ، وما كان ادعاءه الماكر بالمبالغة الإسرائيلية في منح الأسري حقوقا تجاوزت الحدود القصوى لرغد العيش والامتيازات النوعية التي فاضت عن حاجتهم إلا جزءا من حملة الافتراء والتضليل الإعلامية التي تنتهجها إسرائيل في التعبير عن كافة القضايا والملفات المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي .

لقد اعتادت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية علي امتهان الكذب وتلفيق التخاريف بجدارة واقتدار ، وبكل أسف وجدت من يحسن الإصغاء والتسويق لهذه الافتراءات ، نظرا لمنظومة العلاقات الدولية السائدة والقائمة علي قواعد موازين القوي وتعدد المكاييل التي ينتهجها قادة المجتمع الدولي وجلهم كما هو معلوم من أشد المؤيدين والحلفاء لدولة الاحتلال ، فضلا عما تحظى به البروباغندا الصهيونية من سطوة واختراق ،حيث قدرتها علي التحليق بأجنحتها إلي أبعد الآفاق . الغريب في الأمر هذه المرة هو المحاولة الإسرائيلية لاستخدام منطلقات ومصطلحات طالما غابت عن القاموس الإسرائيلي ، وكثيرا ما لاقت استخفافا وتجاهلا لها من قبلها ،حيث حاول رئيس وزرائها دغدغة عواطف المجتمع الدولي بهذه المفردات ، فالادعاء بمراعاة إسرائيل المفرطة لمعايير حقوق الإنسان في التعامل مع أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني بموازاة الرفض القاطع من قبل المقاومة الفلسطينية للتقيد بهذه المعايير وتطبيقها مع أسير إسرائيلي واحد ...يثير السخرية والاستغراب إلي حد كبير بسبب التباين الواسع واستحالة المقارنة بين الظرفين لأسباب كثيرة لا يتسع المجال لسردها ، ونظرا لأنه لم يكن للمعايير القانونية والاتفاقيات الدولية موطئ قدم لدي إسرائيل من قبل ، والتاريخ يحفل بالشواهد والدلائل التي تبرهن علي ذلك وأهمها الرفض الإسرائيلي التاريخي لأية تدخلات دولية لفرض نوع من الرصد أو المتابعة للعديد من الانتهاكات والاعتداءات التي أدينت بها إسرائيل ، والتي تجلي الكثير منها في صورة الجرائم البشعة التي تخللتها الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل علي غزة والإصرار الإسرائيلي علي عدم التجاوب مع لجان تقصي الحقائق التي شكلت للنظر في التورط الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل ، حيث تعلم دولة الاحتلال تمام العلم بأن هذه التدخلات والتحقيقات ستسفر حتما عن إدانة واضحة وتعرية فاضحة لها، ولعله لا يزال ماثلا أمام الجميع تلك الحملة الشرسة التي شنتها إسرائيل علي نتائج تقرير غولدستون الذي عكف علي إعداده ثلة من المحققين المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية وما تمخض عن هدا التقرير من اتهام مباشر لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في إطار مواجهة غير متكافئة بينها وبين الفلسطينيين ، من أجل ذلك دأبت إسرائيل علي منع هذا النوع من اللجان من العمل بكافة الوسائل المتاحة حتى لا يتمكن أحد من الاطلاع عن كثب علي أوضاع الفلسطينيين وظروفهم الغاية في التعقيد والصعوبة كنتاج طبيعي لاستمرار سياسة الاحتلال القمعية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل