المحتوى الرئيسى

انتعاش خجول لاقتصاد غزة يفشل في الحد من آثار الحصار

07/01 13:26

غزة – رويترز

يشهد قطاع غزة عودة بطيئة إلى الانتعاش بدعم من قطاع البناء. وبدأت المتاجر تعرض المزيد من البضائع على أرففها، غير أن البطالة ما زالت تؤرق السكان في ظل تضاؤل الآمال بفك الحصار عن القطاع وبطء تدفق الاستثمارات.

ولا يعكس مشهد الحركة في مواقع البناء والسيارات الفاخرة القليلة التي تجول شوارع القطاع الواقع اليومي القاتم للحياة في غزة، حيث أن أكثر من 70% من السكان مازالوا تحت خط الفقر بعد سنوات من العزلة والصراع والحرمان.

ويرى سكان غزة الأمور بشكل مختلف. وفي حين يتفقون على أن هناك كميات أكثر كثيرا من السلع على أرفف المتاجر فان الشيء الوحيد الذي لا يزال شحيحا هو الأمل بالمستقبل في قطاع ينتمي ثلثا سكانه لعائلات من اللاجئين. ويبلغ عدد سكان القطاع 1.5 مليون نسمة.

مستقبل أفضل

وقال الخبير الاقتصادي عمر شعبان "بلا شك غزة هي عبارة عن سجن، ربما أحوال السجن تحسنت ولكنه يبقى سجنا." وأضاف: "بالتالي تظل آمال الناس في مستقبل أفضل تصطدم بالواقع وستبقى معلقة إلى أن تنهار جدران السجن."

ويجري نقل ما يقرب من 6 آلاف طن من الأغذية والوقود والامدادات الأخرى إلى قطاع غزة يوميا عن طريق اسرائيل. لكن من بين المواد التي ترفض إدخالها بشكل متكرر الاسمنت وحديد التسليح وهما مادتان لازمتان للمساعدة في إعادة الاعمار بعد الحملة العسكرية التي شنتها اسرائيل ضد قطاع غزة في شتاء عام 2008- 2009.

وتقول اسرائيل إنه إذا لم تكن هاتان المادتان موجهتان إلى مشاريع محددة تحت رعاية اجنبية فربما تستخدم في اقامة خنادق وتصنيع أسلحة. وساعدت مصر جارة غزة تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك في فرض الحصار.

لكن الثورة المصرية التي اندلعت مؤخرا أدت إلى تراجع الاجراءات الأمنية في سيناء مما سمح للمهربين بإدخال المزيد من المؤن عن طريق الانفاق، وهو ما يساعد في إعادة إعمار البنية التحتية لغزة.

تفاوت أرقام البطالة

ويقدر وزير الاقتصاد في حكومة حماس علاء الرفاتي أن ما يصل إلى 14 الف عامل عادوا إلى العمل في قطاع البناء في الأشهر القليلة الماضية، وأن نحو الف مصنع معظمها مشاريع عائلية صغيرة استأنفت نشاطها.

ويعتقد الرفاتي أن نسبة البطالة انخفضت إلى نحو 25%، في حين أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة تقدر الرقم بنسبة 45.2%.

وقال الرفاتي "نحن لا نقول إن الحصار قد انتهى، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه الوضع في غزة هو أن الناس يرفضون أن يعترفوا ويسلموا بالحصار وإنما يتحدونه بالوسائل القليلة التي يمتلكونها."

وتبدو قلة الوسائل واضحة في أي ورشة أو موقع بناء تقريبا. وقطع الغيار شبه منعدمة في حين أن القرميد ومواد البناء قد تحملها عربة يجرها حمار كما تحملها شاحنة أو جرافة.

ومما يفاقم المشكلات انقطاع الكهرباء بشكل متكرر عن القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، إذ تنقطع لما يصل إلى ثماني ساعات في اليوم وهو ما يزيد الوضع سوءا في ظل حرارة الصيف الشديدة والرطوبة.

ورأى الخبير الاقتصادي شعبان أنه "لا يوجد أي عملية تصدير حقيقية، وبالتالي لا يمكن أن تتحقق عملية انعاش اقتصادي. حرية الناس في الحركة مقيدة ومعظم أهالي غزة لا يستطيعون مغادرتها أن أرادوا."

وقالت مصر الشهر الماضي إنها ستخفف من القيود على سفر الفلسطينيين، لكن هذا لم يحدث أثرا يذكر حتى الآن. كما أنه من شبه المستحيل أن يدخل أبناء غزة اسرائيل أو ينتقلوا إلى الضفة الغربية التي يوجد للكثيرين أصدقاء وأقارب بها.

تسهيلات على المعابر

والوسيلة الوحيدة تقريبا حتى يدخل سكان غزة إلى اسرائيل هذه الأيام هي أن يكونوا في حالة مرضية سيئة وبحاجة إلى رعاية طبية عاجلة.

وقال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة محمود ضاهر إن نقص الادوية والمعدات الطبية بلغ مستوى "لم يسبق له مثيل" مما فرض الغاء بعض العمليات واجلاء المرضى.

غير أنه لا يمكن الالقاء باللائمة في هذه المشكلة على اسرائيل مباشرة. وأوضح ضاهر أن السببين الرئيسيين هما عدم سداد السلطات الفلسطينية مستحقات الموردين في موعدها وعدم التعاون بين السلطات الصحية في الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح وغزة التي تديرها حركة حماس.

وأعلنت حركتا حماس وفتح عن اتفاق مفاجيء للمصالحة منذ شهرين. ومنذ ذلك الحين تعثرت محاولات تطبيق الاتفاق مما أصاب الفلسطينيين بخيبة أمل اذ يريدون تحقيق الوحدة الفلسطينية.

وقال علي محمد (46 عاما) وهو فني هواتف واب لاربعة ابناء "كما يقولون ليس بالخبز وحده يحيا الانسان. الأمل أهم ولكننا فاقدين الثقة بالمستقبل بسبب الانقسام المستمر بين صفوف قيادتنا."

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل