المحتوى الرئيسى

العدالة ممكنة

07/01 08:05

ربما كان مألوفاً فى العهد البائد أن ترى حقك يهرب من بين يديك ليستقر بين أيادى «أولاد الأكابر» الذين احتكروا كل فرص الحياة تحت غطاء النفوذ الواسع للآباء.. لكن بعد ثورة 25 يناير أصبحت كل فرص المطالبة بالحقوق متاحة، من التظاهر والاعتصام، (مع احترامنا لقانون منع التظاهر)، وصولاً إلى تبصير الرأى العام عبر الفضائيات والصحافة. الصحافة كانت طرفا أصيلا فى إنجاح الثورة، وتغيير النظام الذى تتكشف كل يوم مساوئه وتناقضاته.. أو هكذا نرى دورنا. فى مقال سابق لى فى «المصرى اليوم»، كتبت تحت عنوان «الثورة لم تصل بعد» مقالاً تناول تعيين المعيدين فى كلية طب الزقازيق، الذى جرى فيه تخطى خمسة معيدين، يستحقون – فى رأيى - التعيين طبقا للمجموع التراكمى لتخرجهم، وأيضا لوجودهم على قوة العمل كأطباء مقيمين فى المستشفى الجامعى.

 كتبت من واقع المستندات التى قُدمت لى من شباب الأطباء، وهاجمت كل من وقف فى سبيل تعيينهم بشدة، وبادر الدكتور «أسامة خليل»، أستاذ الآشعة، عميد طب الزقازيق، بعد النشر بالاتصال بى لتوضيح عدة أمور، أولاً: أن خريج كلية الطب يقبل العمل بالمستشفى الجامعى وهو يعلم أنه قد لا يُعين فى الكادر الأكاديمى للكلية، ولا يرى دكتور «أسامة» شبهة ظلم فى عدم التعيين وترك المستشفى الجامعى بعد عدة سنوات، لأن الطبيب يكون قد استفاد من التدريب وفرصة الحصول على الماجستير. ثانياً: أكد عميد طب الزقازيق أن ما جاء فى مقالى حول تغيير خطة التعيين التى تتضمن دفعة 2006 قد تم تغييرها بالفعل فى عام 2008 - كما ذكرت - وذلك بعد قرار وزارة التعليم العالى بتخفيض عدد المعيدين المعينين بنسبة 20%، وليس طبقاً لأهواء أحد المسؤولين.

الدكتور «أسامة خليل» تولى منصب العميد قبل سبعة أشهر لا أكثر، ولم يكن أمامه سوى تنفيذ خطة الجامعة على أن يبحث الحالات التى أُضيرت بعد ذلك. وبحسب كلامه جرى التعديل بتقليل عدد الأطباء الأكاديميين مقابل رفع عدد الأطباء الإكلينيكيين لحاجة المستشفى الجامعى لهم. شباب الأطباء الذين أُضيروا من هذا التعديل كانوا قد تقدموا بطلب لمجلس الجامعة لبحث حالاتهم. وفى اتصال هاتفى مع الدكتور «أحمد الرفاعى»، نائب رئيس الجامعة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، أكد لى حرص الجامعة على تحقيق العدالة كاملة، وإنصاف الأطباء الذين تخطتهم خطة التعيين خاصة أن هذا الموقف تكرر مع دفعات أخرى سابقة من الخريجين.

التقت الصحافة والجامعة على مصلحة شباب الأطباء، وبحسب مصادرى فقد اجتمع مجلس الجامعة وبحث الأمر، وخلال الاجتماع أبدى عميد الكلية حماسه الشديد لحل القضية وكذلك فعل الدكتور الرفاعى، وتم تحويل الموضوع إلى مجلس الكلية، والواضح أن المسألة مجرد إجراءات تأخذ وقتها ومجراها القانونى. كنت أتابع الموقف بفرح مستمد من تكاتف الشباب، ونبرة التفاؤل فى صوتهم تنقل لى خطوات عودتهم إلى الحرم الجامعى ونيل ما نراه معاً حقهم المشروع.

الطريف أن الدكتور «أسامة خليل» حرص فى آخر إعلان لطلب أطباء مقيمين بمستشفى الزقازيق الجامعى على نص يحدد أنه لن يتم تعيين بعضهم فى هيئة التدريس بالجامعة لعدم تكرار المشكلة! أنا الآن ممتنة لأساتذة جامعة الزقازيق، أشعر بالسعادة لأن صوت الشباب وصل ولأن العدالة ممكنة فى مصر الجديدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل