المحتوى الرئيسى

الجاهزية ما بين المفروض والواقع ومضات سريعة بقلم مي أبو غربية

07/01 00:13

يستوقفني تحدثنا عن الجاهزية لحياة مشرقة في وطن حر نسعى حثيثاً من اجله ونموت في سبيله في حين اننا نرهق انفسنا والوطن في سلبية ارواحنا وقصور ادراكنا تجاه المفروض والمطلوب منا ،سياسياً كل يغني على ليلاه طلباً للرشوة والنهب والسرقة ،ورغم ان لدينا كفاءات تخطيط سياسي وتربوي وثقافي نوعية ومميزة الا انهم يواجهون بقصور تطبيقنا لهذه السياسات بحجج واهية وركيكة ،ثقافياً اصبحنا أتباع ثقافة العولمة الأوروبية لفكر الشباب العربي بإتباع ثقافة الهامبرغر والعري والاباحية ناهيك عن هجرة الادمغة والكفاءات في ظل الهوة الثقافية والعمرية والحضارية بين المعمرين في مواقعهم وبين الجيل الجديد، وحضارياً فإننا نقبع تحت احتلال سلب ونهب منا الارض والحجر والشجر ويعمل على انسلاخنا ثقافيا وتربويا ويستأصل هويتنا التاريخية والدينية بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة يساعده في ذلك تغيبنا لدور العقل ولمنظومة الأبستمولوجيا والايكولوجيا (النظام القيمي والمعرفي ودور البيئة في تعاملنا مع ذواتنا والاشياء)اما تربوياً فحدث ولا حرج ......النظام التربوي المنهجي يرهق ابناءنا وبناتنا من شده افتقاره لعوامل جذب وتطوير وايضا تحت حجج واهية ،فلا اتخيل انا كإنسان يعيش في مجتمع ان المعلمة تحتاج الى دورة تطوير في تعاملها مع الطلاب كأم او كأنثى في حين ان حواء سميت كذلك من الاحتواء ،هل نحتاج كبشر الى دورة تعليمية لندرك ان غرفة الصف يجب ان تحتوي على عدد متوازن من الطلاب ومجهزة بنظام تهوية واضاءة تلاءم براءة الاطفال الموجودين داخل الصف والمساعدة على نماءهم وتطوير مداركهم المعرفية !!!!!!!! ولماذا نتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بدونية وقلة اهتمام ؟؟اين الانسانية في ارواحنا وعقولنا في التعامل مع هذه الفئة؟؟؟؟؟لماذا تغرق مؤسسات الحكم المحلي ومجالس البلدية انفسها بتعبيد الشوارع والطرق 6 و7 مرات في حين لم نشاهد طرق مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة في الشوارع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انه فلس الروح وفقر العقل فليعظم الله اجرنا على بلاءنا وعظيم مصائبنا!!!! نتحدث بكل ثقة عن دورنا في الابناء والتطوير لكننا فعليا نبني حضارة الدمار والهمجية بغياب السياسات التربوية والتثقيفية وفي ظل غياب تخطيط سياسي متطور وفق الاساليب الحديثة ومقتضيات المرحلة.

اما عن التقاليد والعادات ومنظومة القيم والمبادئ فقد اصابها موت سريري ،كنا شعب قوي ومتين بفضل النخوة والاباء والعز والكرمة والتكافل والتكاتف اصبحنا اتباع سياسة النحيب والعويل والفراغ الفكري ........هل مات حقاً الشرف العربي؟؟؟؟؟

تخطط فلسطينياً الذهاب لأيلول نعم ....ان سبتمبر يجب التعامل معه كحقيقة حادثة لا محالة فلنكف عن التشكيك الاعلامي بجاهزيتنا وجديتنا في الذهاب لأيلول حيث ان ثقافة الإحباط مدمرة وفكر المهزوم يفتك بالمحيطين حوله ويرهق صاحبه فلنكف عن الترا هات الاعلامية والتشكيك حول موضوع ايلول ولنتوقف حالا عن سياسة الاستعراض المزعوم .

وحتى لا اغرق نفسي في العويل والنحيب فإني ارى حلولا ممكنة لا تحتاج دعما ماديا ولا تعقيدات فكرية :

1-وضع خطط استراتيجية تطويرية من اصحاب القرار المركزي السياسي تكون متكاملة تربويا ومعرفيا وممكنة على ان لا تتعارض مع اهداف وطموحات السياسية والتنظيمية للدولة.

2- عقد دورات متخصصة في فنون التعامل مع ادارة الازمات ودورات اخرى تعريفية بأسلوب التطبيق العملي والميداني للسياسات المرسومة من مركزية القرار التشريعي في الدولة.

3- دمج الجمعيات والمؤسسات المتعلقة بذات الموضوع تحت اطار واحد واقصد هنا سواء عمرانيا او توحيد البوصلة من ناحية الهدف فكل المؤسسات الثقافية تحت اطار واحد بمختلف الاشكال (مؤسسات الثقافة المتخصصة بالأدب والقصة والرواية على سبيل المثال لا الحصر تدمج في مقر واحد حتى لوكان لها افرع مثلا في المحافظات) وعليه نقيس على المواضيع الاخرى واقصد من هذا تخفيف عدد الجمعيات التي منها مَن يحصل على دعم ومساعدات وهي اصلا جمعيات مغلقة فعليا او متوقفة عن العمل .

4- توحيد الخطاب الاعلامي في القضايا التربوية والقيمية والتوحيد السياسي للأهداف الحزبية حيث ان اختلاف الاحزاب في منهجية العمل يوحده التوجه الى القدس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل