سياسة خارجية

القادة لابد لهم من رؤية.. لأن الرؤساء الشعبيين لا يستمرون

مهاتير محمد ــ صاحب معجزة ماليزيا

من يحكم الآن في مصر؟ يبدو السؤال ساذجا, فمن المعلوم للكافة أن حكومة شرف والمجلس العسكري هما من يديران دفة الأمور في هذه المرحلة الصعبة, إلا أن الأحداث فيما يبدو أحيانا كثيرة ما تسبقهما بدرجة تطرح أسئلة من عينة: هل أعضاء حكومة شرف يصلحون؟ وهل يكفي صلاح شرف, وترسيمه من ميدان التحرير لكي يحكم؟, وهل رصيد المجلس العسكري مازال يكفي لسداد أخطاء الحكومة وتمهله أحيانا الذي يبدو للبعض تباطؤا. أخشي أن أقول لهؤلاء جميعا إن رصيدكم بدأ ينفد!, وهنا تجيء النصيحة المهمة لمهاتير محمد الذي حينما سئلته عما إذا كان يكفي الرئيس أو الحاكم الشعبية أم لابد من رؤية, وهل تحتاج رجلا قويا حتي مع الخوف من تحوله إلي ديكتاتور.. وكانت أجابته بليغة تصاحبها إبتسامة الواثق, لابد من رؤية. لأن هؤلاء الرؤساء الذين يجيئون إلي الحكم بشعبية كبيرة دون أن تكون لديهم رؤية لا يستمرون!!. ــ وهنا وفي ضوء أحداث مسرح البالون وميدان التحرير, والعنف غير المبرر من قبل الشرطة, وقبله عدم حسن اختيار أولويات التعامل مع القضايا وأهمها, غلق ملف تعويضات وتكريم أسر الشهداء, ومحاكمات عاجلة وسريعة ونهائية لمن قتل شهداء25يناير هذه الأمور تحديدا تنهي الرصيد, وتسمح لتراث مبارك المسموم أن يجهز علي العهد الجديد, وأن يحرقهم بل ويأخذهم معه إلي الهاوية؟! ــ وتبقي كلمة أخيرة إلي المجلس العسكري: لو كان دافعكم حسن النوايا في رصيدكم لدي الشعب, ويقينكم بأنكم لستم في حاجة لإثبات أي شيء لأحد, فإنني أدعوكم للتفكير ثانية, فذاكرة الشعوب ضعيفة أحيانا والمؤامرة عليكم كبيرة, إلا أن المؤامرة علي الوطن أكبر, فالمطلوب إغراق مصر في الفوضي, وقوي الخارج, وفلول الداخل يحاربان معا معركة قذرة, وسيكون من المحزن أن نهزم مبارك وتهزمنا بقاياه إلا أننا كلنا أمل في حنكة المشير طنطاوي ورفاقه.