المحتوى الرئيسى

خالد عبيد حسين يكتب: دروس الأسد ونصر الله

06/30 23:09

طلع علينا الأسد من عرينه طلعة أبية..كالعادة فلسفية..لكنه تمخض فولد فأراً.. نطق بشىء أكثر إضحاكاً من النكتة وأكثر سخافةً من الاستظراف..قال إنه سيعطى المنطقة دروساً فى اليمقراطية!!

النظام السورى هو الوحيد الذى نجح فى التوريث نجاحاً باهراً بالرغم من تصاريف القدر !

فالخطة الأولى والإعداد المبدئى كانت تقضى بتوريث أخيه الأكبر باسل الأسد ..فلما توفاه الله كان البديل الجاهز هو طبيب الأسنان الفيلسوف..فلابد أن يرث الابن أبيه فى الديمقراطيات العربية العريقة!!

ألا يرث الحداد والنجار والحلاق مهنة آبائهم ؟ هذا هو منطق الجمهوريات الملكية.. حتى حسنى مبارك عندما سُئل عن وضع إبنه حين بدت ملامح التوريث قال : ابنى يساعدنى!! ..وكأنه كان يدير محل بقالة على ناصية شارعهم مع أن إعلامه كان يصدح ليل نهار بأنشودة دولة المؤسسات..

نعود للأسد ..الأسد شاهد كيف هرب بن على.. وكيف سقط مبارك..وكيف ترك القذافى الأمر حتى استفحل فانقلب جحيماً وشارف عرينه على السقوط..شاهد كيف يحشد صالح الأعوان والمستفيدين لخلق صورة مغايرة للواقع ..

شاهد الأسد وتعلم ..وليته ما تعلم..

تعلم من بن على أن يستعد ولا يهرب ..وتعلم من درس مبارك أن المشكلة الرئيسية أن العالم كله كان يشاهد ويرى وقائع الثورة على الهواء مباشرةً فصعب على النظام أن يصل إلى أقصى درجات قمعه.

عرف الأسد أن دوره قادم لا محالة رغم أن القمع وتكميم الأفواه فى سوريا يفوق التصور..وبوليسية الدولة ليس لها مثيل اللهم إلا فى الإتحاد السوفيتى السابق إبان الخمسينات والستينات.

قرر الأسد أن يغلق النوافذ والأبواب وأن يجعل من سوريا سجناً لا يراه العالم إلا من خلال إعلامه الهزلىَ ..قرر الأسد أن يضرب كل شىء يتحرك..ففى دروسه عن الديمقراطية لايتحرك إلا الأشرار ولا يعترض إلا من كان عضواً فى جماعة مسلحة..

وقصة العصابات المسلحة هى المؤشر الوحيد الذى يوحى بأن بسوريا ( نظام )..فكل الأبواق والمؤسسات الرسمية تتفق وتصطف فى إصرار عجيب على رواية العصابات المسلحة المفضوحة التى كذبتها كاميرات المواطنين وروايات الفارين والمطرودين من وطنهم.

قصة العصابات المسلحة التى تبدو لنا بسيطة ساذجة..هى أحد دروس أستاذ التلفيق والاستخفاف الديمقراطى !

وإذا كان ما يحدث على الساحة السورية هو نكبة على النظام السورى فهو – بحق- كارثة على جاره وشريكه فى النضال الثورى الذى سقط قناعه مع أول تصريح للإمام.

فنصر الله الذى رأى فى ثورة الشعب المصرى انتصاراً للحرية والعدالة، سقط فى فخ ازدواجية المعايير التى طالما سخر منها ولم ير فى انتفاضة الشعب السورى الأبى إلا خدمة للصهيونية والإمبريالية ..وكأن انتصار الشعب الثورى فى معركته من أجل الحرية سيضعه مباشرة فى صف إسرائيل..أين المنطق يا صاحب الخطب المنطقية الرنانه؟ أم أن وقوف الأسد الظاهرى فى وجه إسرائيل يعطيه الحق فى جعل سوريا سجن كبير!

شعارات الوقوف ضد الصهيونية والإمبريالية هى ذاتها التى جعلت لنصر الله دولة داخل دولة لبنان..فلطخ ثوب لبنان الديمقراطى بنظرية فرض الأمر الواقع بالقوة ..أو باستعراض القوة !

خسارة يا نصر الله ..خسارة يا إمام المستضعفين ..خسارة على الأمل الواهم الذى رأينا من خلاله أنت وأمثالك أملاً فى التحرير ..ومثالاً فى الصدق والشهامة ..وأين هى الشهامة؟

ألم يكن حرياً بك أن تسكت حتى ؟ ..لكن هيهات ..فتلك المواقف هى محك اختبار الصادقين والشرفاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل