المحتوى الرئيسى

> والدة آخر الشهداء: ابني كان ينوي الزواج أيام الثورة

06/30 21:02

 بدأت رحمة أنور والدة شهيد الثورة محمود خالد قطب حوارها بالبكاء والكلام عن ابنها ومحاسنه طوال فترة احتضانها ورعايتها له منذ أن انفصلت عن والده وكان عمره وقتها عاماً واحداً وحتي يوم استشهاده وأكملت الحديث عنه قائلة: إنه أتم دراسته حتي الثانوية العام ثم التحق بكلية التجارة قسم المحاسبة بإحدي الجامعات الخاصة واستمر حتي السنة الثانية بعدها توقف عن إكمال دراسته بسبب المصاريف عالية التكاليف ورفض والده مساعدته وبعدها بحث عن العمل واتيحت له فرصة بفندق سميراميس لكنه لم يستمر لمطالبته بتقديم الخمور فترك الفندق وعمل مع جده في ورشة أحذية، وتقول الأم: إنني بعد ذلك طلبت منه اكمال دراسته إلا أنه رفض مفضلا الزواج وبالفعل تمت خطبته وتعاقد علي شقة لإتمام زواجه.

ثم تتحدث الأم عن ملابسات ما جري لابنها محمود خلال ثورة يناير قائلة: جاء يوم «28» يناير يوم جمعة الغضب وصلينا معاً بالمسجد وبعدها طلبت منه الصعود معي إلي المنزل للافطار فأخبرني بأن لديه عملاً في الورشة وسيتناول إفطاره هناك فحذرت من الذهاب وراء المظاهرات فرد قائلا: يا امي أنا اريد الزواج ثم عاد وسأل عن أخيه إسلام فلم يجده في المنزل فأبلغني إنه سيذهب للبحث عنه في رمسيس وبعدها جاء إسلام ولم يأت محمود فأصابني القلق لأنه لم يعد حتي مغرب هذا اليوم فسألت عنه لدي خاله فلم أجده فأعتقدت أنه ذهب لخطيبته وعندما تغيب بحثت عنه مرة أخري حتي الساعة الثانية عشرة ليلاً في كل من رمسيس ومستشفي الهلال فوجدت اسمه أول اسم بكشف المصابين بالمستشفي.

وتكمل الأم كلامها قائلة: دخلت إلي الرعاية المركزة بمستشفي الهلال فوجدت دماء كثيرة علي الأرض وابني يرقد بجوار عدد من المصابين الشباب والأسلاك الموصلة بالمخ والصدر وأجهزة التنفس الصناعي تغطي جسده.

وتضيف الأم: عرفت بعدها أنه كان بميدان التحرير عند مقر الحزب الوطني الذي احرق وهناك وجد أحد المسيحيين واسمه صفوت كانت قوات الأمن تقوم بضربه حتي قطعت إحدي قدميه فارتمي محمود عليه فقام أفراد الأمن بضربه علي رأسه حتي اصيب بتهتك في انسجة المخ ثم دهسوه بعربة شرطة مرت علي نصفه السفلي مما تسبب في كسر بالحوض والعمود الفقري واطلقوا عليه النار ليفقد عينيه.

وعن رحلة العلاج التي مر بها محمود من وقت إصابته حتي استشهاده تقول الأم: إنه ظل يتلقي العلاج في مستشفي الهلال أحد عشر يوما وبعدها جري نقله إلي مستشفي معهد ناصر لحاجته لكشفي رمد وصدر غير المتوافرين في مستشفي الهلال، وفي مستشفي معهد ناصر تم التعامل معه علي أنه ميت حتي أنني رأيت حشرات تخرج من جسده وظلت 35 يوماً بالمستشفي ادفع له مصاريف العلاج بالكامل دون مساعدة من أي جهة حتي اتصلت بي سيدة الأعمال هبة السويدي وطلبت مني الذهاب إليها بابني إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي ومعي تقاريره الطبية وبالفعل نقل ابني من معهد ناصر إلي الفرنساوي الذي لاقي فيه افضل رعاية طبية حتي تحسنت حالته بدرجة «80%»، حيث بدأ في تحريك فمه وعينيه وتوضح الأم أن الأطباء اخبروها بعد ذلك بضرورة سفره لاستكمال العلاج بالخارج ولحاجته لعلاج المخ يحتاج إلي السفر لألمانيا.

وتؤكد أن أحدا من أي جهة لم يساعدها في علاجه أو سفره سوي هبة السويدي التي كانت تنوي تسفيره وتولت رعايته ورعايتي أنا وأولادي وتحملت كل مصاريف علاجه وبلغ المبلغ الذي دفعته «129» ألف جنيه، كما دفعت له «18» ألف جنيه في حسابه لتكلفة شهرين لمستشفي العلاج الطبيعي الذي نقل إليه بعد ذلك كما أنها وضعت 10 ملايين جنيه تحت الحساب لكل المصابين.

وبعد أن أشارت التقارير إلي تحسن حالته وامكانية سفره توقف الأمر علي موافقة القوات المسلحة التي رفضت بدعوي أن الحالة سيئة وغير مستقرة ولا يمكن السماح لها بالسفر.

ثم تعود الأم لتكمل قائلة: إن محمود بعد ذلك خرج من الرعاية المركزة بعد مكوثه بها أربعة أشهر، واعتدت أن الخطر قد مر لكنه اصيب بعد ذلك بميكروب فعاد مرة أخري للرعاية لمدة أربعة أيام ثم تحسنت حالته مرة أخري ووقتها طلب الطبيب المعالج من سيدة الأعمال هبة السويدي ضرورة نقل محمود لمركز تأهيل لتلقي العلاج الطبيعي وبالفعل نقلته لدار المني خاصة بعد أن اصابته حالة من تيبس في العضلات.

وفي المستشفي ليلا وجدته يفتح عينيه وبدأ يتألم فاستدعيت الأطباء فوجدوا أن لديه هبوطاً في الدورة الدموية واختناقاً فمدوه بالاكسجين والأودية السريعة واتصلوا بهبة السويدي وأخبروها بأنه لابد من نقله لمستشفي قصر العيني الفرنساوي وأثناء نقله توقف القلب فحاولت طبيبة الاسعاف انقاذه لكنها فشلت وتوقف القلب تماما عند وصولنا للمستشفي وتوفي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل