صيف وملل..!

لاعبو المنتخب يستعدون لدخول معسكر الشرقية برطوبة يوليو (تموز) الشهيرة وجفاف استعدادهم الغريب، والأندية اختارت المعسكرات الداخلية القصيرة نظرا لضيق الوقت وخلافا لحالها العام الماضي حينما استعدت في أوروبا لموسم الغبار الطويل.. ولا وقت للتأمل أو التقييم.

في الهلال الأمور تبدو مستقرة نحو مزيد من الجودة والتطوير، وفي النصر اشتعالات الحروب الكلامية التي تكرس للظاهرة الصوتية وخسارة الجميع، وفي الاتحاد مناكفات التشابك الأبدي وموضوع الانتخابات (القديم المتجدد)، أما الأهلي فالكأس الأخيرة جرعة مهدئة سكنت الكثير من الأوجاع التي يخشى أن تعود بعد زوال الأثر، بينما الشباب يواصل تبديل الأسماء على أمل أن تتبدل الأحوال..!

الوحدة يلملم شتات آلامه بين ملفات الرشوة والهبوط، والقادسية يتمسك بفرصته العائدة من المستحيل، وقطبا بريدة قطعا شوطا جيدا في ترتيب الأوضاع ومثلهما الفيصلي، بينما الاتفاق ونجران يشاركان الصاعدين في الغياب الجزئي عن مسرح الصيف!

وسط هذه التباينات، هناك مشهد ترشح البلوي ثم ابتعاده مع علامة استفهام عملاقة، وقرار لجنة الاحتراف التي رددت كثيرا أنها لا علاقة لها باللاعبين الهواة ثم تدخلت في قضية لاعب هاو، وهوية مدرب الأخضر التي ظلت نهبا للشائعات بين البرازيل وهولندا، وروزنامة الموسم المقبل التي صدرت بالأسماء دون زمان أو مكان.. والكثير الكثير من أخبار المدربين واللاعبين الأجانب مع مبالغ تزيد وتنقص كل يوم وتتغير من اليورو للدولار، والله أعلم بالقيمة الحقيقية المتجسدة كعطاء في الملعب، ولا تسأل عن الهدر المادي والنفسي، فالقرارات تتخذ غالبا في مثل هذه الأجواء اللاهبة المملة، والوقت الضيق المربك، والتشتت الذهني بين تمضية الصيف أو العمل الكثيف.. ولا وقت للتأمل أو التقييم.

عندهم كل شيء في وقته (لذا يكون الأداء حلوا) وعندنا يختلط رأس الموسم برجليه، وتلتبس علينا النهايات والبدايات.. ثم نستغرب من (التخبيص)!!

* نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية