المحتوى الرئيسى

الأسيرات الفلسطينيات في "زمن مفقود"

06/30 13:17

بدموع محتبسة تتنقل الأسيرة الفلسطينية المحررة هبة حميدات في معرض صور لزميلاتها الأسيرات والمحررات من السجون الإسرائيلية، أقيم برام الله مساء الأربعاء، وتفكر بصوت مسموع: "كأنني أستعيد المعاناة ذاتها في سجن تلموند وهذه وجوه عشت معها ثلاث سنوات مفقودة من عمري".

وتستعين هبة حميدات باسم المعرض "زمن مفقود" لتجد الوصف الذي يشبه عمرا ضاع منها و"سنوات من الخوف والرعب لا تزول من خاطري" كما تضيف.

وأقيم معرض "زمن مفقود" من تصوير الفنان الإيطالي فنتورا فورميكوني في قاعة غاليري المحطة بإشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة ودعمٍ من الحكومة الإسبانية.

واعتقلت هبة حميدات وهي طالبة جامعية، وكانت لحظة اعتقالها التجربة الأشد والأكثر رعبا في حياتها كما تروي، ثم عادت لدراستها الجامعية مباشرة بعد الإفراج عنها مطلع سبتمبر/أيلول 2009، لكنها تعتقد أن الأسيرات لا يلاقين الدعم اللازم بعد الإفراج عنهن.

الأيام لا تمر
وتتصدر المعرض صورة للأسيرة المحررة جيهان دحادحة من قرية عطارة شمال رام الله، والتي اعتقلت لمدة عام ونصف العام بتهمة تقديم المساعدة لعناصر من تنظيم الجهاد الإسلامي.

وتقول دحادحة، التي حضرت المعرض وهي تحمل طفلها الأول معاذ حيث تزوجت مباشرة بعد الإفراج عنها، إنها تأمل أن تلفت الصور وشهادات العائلات عن بناتهن الأسيرات انتباه الناس خارج فلسطين لمعاناتهن.

ثم تضيف "هناك في السجن تشعر بأن الأيام لا تمر أبدا، وكأن الزمن توقف لحظة الاعتقال.. وتعود الحياة فقط عند الإفراج والعودة للبيت".

دعم صحي وقانوني
ويهدف المعرض إلى توثيق حياة الأسيرات والمحررات ومعاناة عائلاتهن أيضا، وتسليط الضوء على حقوق الإنسان الخاصة بظروف اعتقال النساء بما في ذلك توفير الرعاية الصحية والمساندة القانونية وتحسين ظروف اعتقالهن.

وحسب التقديرات الرسمية، فقد تعرض أكثر من 700 ألف فلسطيني للاعتقال منذ العام 1967، ومن ضمنهم 10 آلاف امرأة بينهن قاصرات ونساء اعتقلن وهن حوامل وولدن أطفالهن في السجون، ولا تزال 34 أسيرة فلسطينية قيد الأسر.

وتقول مسؤولة هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة علياء اليسير إن معرض "زمن مفقود" سيسلط الضوء على الحاجة الفعلية للدعم النفسي للأسيرة المحررة وعائلتها بهدف "التغلب على المشاعر السلبية والتخفيف من حدتها".

وتشير هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دليلها عن تجارب الأسيرات إلى غياب الدعم المؤسسي للعائلة حيث كثيرا ما يتعرض الوالدان لأشكال من المرض النفسي والجسدي بسبب فقدان الابنة ويتفاقم ردهما لشعورهما بتحمل المسؤولية عن حمايتها.

وغالبا ما "يشعر أبناء الأسيرات الأمهات بأنهم مهجورون بعد اعتقالهن، وتتشكل نتيجة لذلك انعكاسات قوية على تقديرهم لذواتهم تظهر على شكل سلوك عدواني في محاولة لاستعادة الشعور بالسيطرة".

علياء اليسير: المعرض يهدف
لدعم الأسيرات الحاليات (الجزيرة نت)

"اعتقدت أنهن إرهابيات"
ويقول موثق هذه التجارب فنتورا فورميكوني للجزيرة نت إنه مثل الكثير من الأوروبيين والأجانب كان يعتقد أن الأسرى الفلسطينيين مجرد "إرهابيين" كما تروج لذلك الرواية الإسرائيلية، لكن نظرته انقلبت تماما بعد سماع تجاربهن.

وأضاف "وثقنا قصصا مؤثرة جدا عن تجارب مروعة وإحساس بغياب هؤلاء الأمهات والأخوات لدى عائلاتهن.. وأصبح علينا أن ننقل الحقيقة للعالم بأن هؤلاء بشر اعتقلوا لأنهم يطلبون الحرية وليسوا إرهابيين".

18 أسيرة وعائلاتهن
ويتناول المعرض تجارب 18 أسيرة وعائلاتهن من الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدأ عرضه على نطاق ضيق كما يقول المصور في إسبانيا بداية فبراير/شباط الماضي.

وعلقت صور الأسيرات المحررات مع عائلاتهن، ومنهن غفران زامل من نابلس مع رواية عن حادثة اعتقالها وإجبارها على نزع لباسها الشرعي، وللأسيرة فاطمة الزق من غزة مع صور لأطفالها وزوجها بعد الإفراج عنها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل