المحتوى الرئيسى

د. مصططفى سنبل يكتب: لماذا يريدون الدستور أولا؟

06/30 08:24

تتعالى الأصوات المطالبة بالدستور أولا وتملأ الدنيا ضجيجا خاصة أن أصحاب هذا التيار يملكون الإعلام والصحافة ونراهم على شاشات الفضائيات ليل نهار يروجون لفكرتهم ويدافعون عنها ونراهم وهم يحاولون بشتى الطرق الانتصار لفكرتهم تارة لأنهم يدافعون عن الديموقراطية وتارة أخرى لأنهم يدافعون عن الدولة المدنية.

وقد نسوا أو تناسوا أنهم بذلك يهدمون أسس الديموقراطية التى أظهرت من خلال نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية أن غالبية الشعب المصرى مع خارطة الطريق التى أقرها الاستفتاء والتى تبين بكل وضوح أن تتم الانتخابات أولا ثم يتبعها انتخاب هيئة تأسيسية من قبل مجلسى الشعب والشورى لوضع دستور جديد للبلاد.

فأى ديموقراطية يدافعون عنها وهم بذلك يهدمون أول تجربة ديموقراطية خرج فيها الشعب المصرى بالملايين ليعبر عن رأيه بحرية وشفافية وهو الاستفتاء الوحيد فى مصر الذى لم تعرف نتائجه مسبقا.

أما عن دفاعهم عن الدولة المدنية - ولنقلها بصراحة - فهم يتخوفون من سيطرة التيار الإسلامى وفى المقدمة منه الإخوان المسلمون على الانتخابات القادمة باعتبار أن الإخوان هو الفصيل السياسى المنظم والذى يمارس السياسة منذ ثمانين عاما ويعتقد المطالبون بالدستور أولا أن الإخوان ستكون لهم الأغلبية بالبرلمان مما يؤهلهم لاختيار اللجنة التى ستضع الدستور وبالتالى سيأتى الدستور معبرا عن قناعتهم ويرون أنه سيكون ضد الدولة المدنية، وبدلا من أن ينزلوا إلى الشارع ويلتحموا بالناس ويشاركوهم أتراحهم وأفراحهم ويضعون حلولا لمشاكلهم فإنهم يريدون تأجيل الانتخابات، وهذا أشبه بالتلميذ الذى لا يذاكر دروسه جيدا وليس عنده استعداد لذلك وبالتالى فهو يريد تأجيل الامتحان ثم يتحجج بأعذار واهية.

والسؤال الذى يطرح نفسه هل تأجيل الانتخابات سوف يؤثر على المعادلة القائمة أو بمعنى آخر هل سيقلل من شعبية الإخوان المسلمين ويرفع شعبية القوى الليبرالية المطالبة بتأجيل الانتخابات.

والإجابة على هذا السؤال منطقية بديهية وهى إذا تم تأجيل الانتخابات ستزداد القوى المنظمة تنظيما وسترتفع شعبيتها أمام ناخبيها . أما القوى الأخرى التى ليس عندها استعداد لأن تذاكر دروسها فستبقى كما هى لأنها ركزت فى حملتها على الإعلام والفضائيات وتركت مشاكل الناس اليومية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل