المحتوى الرئيسى

بالونات اختبار للثورة!

06/30 08:12

لا أستبعد المؤامرة، ولا أستبعد أن تكون أحداث مسرح البالون، بالون اختبار للثورة نفسها، قبل أى حكومة كانت، فما الذى يحرك هذه الجماهير كلها؟ لأن فرد الأمن منع أحد أسر الشهداء من دخول المسرح، وكيف تتحول الحكاية إلى معركة حربية؟ وكيف تحدث كل هذه الاشتباكات؟ وكيف يتحول أطهر ميدان إلى مسرح لحرب العصابات؟ ومن الذى يقول على هؤلاء إنهم من الثوار؟!

أحداث التحرير كانت بالون اختبار، وإقامة مباراة القمة، أو عدم إقامتها كانت بالون اختبار، فقد حدث ارتباك كبير، وظهرت أخبار تتحدث عن تأجيل المباراة، إلى موعد لاحق، حتى خرج مصدر أمنى وقال: «مباراة الأهلى والزمالك فى موعدها»، وبين التأجيل وإقامة المباراة أسئلة كثيرة، تتطور إلى الوضع الأمنى، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وقدرة الدولة قبل أى شىء!

والمعنى أن الدولة التى لا تستطيع إقامة مباراة كرة، لا تستطيع أن تجرى انتخابات تشريعية ورئاسية، والمعنى أن الأجهزة الأمنية فى أسوأ أحوالها، مع أن الواقع غير ذلك على الأرض، لكن المشكلة أن أصحاب الفتاوى أكثر من الذين يعملون، وهناك من يغازل الثوار، ولو انهار الوطن. الوطن أحق أن تغازلوه فى هذه المرحلة، أيها المرشحون لرئاسة الجمهورية!

لا أعرف من الذى يدفع فى سكة الفوضى؟ ولا أعرف كيف تطورت أحداث تافهة، فى مسرح البالون، إلى فوضى فى ميدان التحرير؟ ولا أعرف كيف أصبح المجتمع فريقين: ثوار وفلول؟ ولا أعرف كيف تتطور الأحداث بهذه السرعة ودون ترتيب؟ ولا أعرف إن كان هناك من يستغل أى حادث صغير لإشعال الفتنة؟، لا أعرف إلا أن مصر مستهدفة، حتى تركع!

والآن أتساءل: ماذا يمكن أن تفعله أجهزة الأمن؟، إن سكتت وتركت الميدان، قلنا هناك تواطؤ، وإن تصدت ومارست دورها، قلنا إنها أجهزة قمعية. يعودون بنا إلى أحداث 28 يناير، ما هو المطلوب بالضبط؟ نحن نساعد على تخريب مصر؟ المواطن الذى يأخذ حقه بيده لا يخدم مصر، والمواطن الذى يعتدى على الشرطة لا يخدم مصر، ولا يوجد أب لشهيد يقتل بريئاً!

أحداث مسرح البالون لا مبرر لها، ولا ينبغى أن تتطور إلى معركة حربية فى ميدان التحرير، إلا إذا كانت هناك أيد تعبث، وهذه الأيدى يجب أن نقطعها، لا يصح أن نجرى كل ساعة إلى ميدان التحرير، ولا يصح أن نحاصر كل يوم مبنى وزارة الداخلية، ثم نتحدث عن الأمن فى الشارع، ونتحدث عن اختطاف واغتصاب، فهى ليست وزارة الكفار، نريد قليلاً من العقل!

كانت أجهزة الأمن أمام خيارين، إما أن تنسحب من الميدان، أو تتعامل مع المتظاهرين، فى أول اختبار حقيقى يكشف عن طريقة التعامل فى الأيام المقبلة، وكانت أيضاً بين أمرين فى مباراة القمة بين الأهلى والزمالك، إما أن تؤجل المباراة، وهو الخيار الأسهل، وإما أن تقيم المباراة، وهو الخيار الأصعب، وقد كان، وقرر منصور عيسوى إقامة المباراة فى موعدها!

وهنا ينبغى أن نحيى أجهزة الأمن، لأنها قررت إقامة المباراة، فمباراة القمة ليست مجرد مباراة، إنما هى محاولة لإثبات الذات، واستعادة الثقة فى جهاز الشرطة، كما أنها انتصار للثورة نفسها، ولا أستبعد أن تكون أحداث مسرح البالون بالون اختبار للثورة، قبل أى حكومة، مهما أوتيت من الحكمة ومن ضبط النفس!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل