المحتوى الرئيسى

مواقف

06/30 00:04

اقترحت منذ وقت طويل أن ننزع عقرب الثواني من ساعاتنا‏,‏ لأننا لسنا دقيقين إلي هذه الدرجة‏..‏ واقترحت بعد ذلك أن ننزع عقرب الدقائق أيضا‏..‏ فنحن لا نعرف إلا الساعات بل أننا لا نعرف الساعة الواحدة‏.‏

وفي حياتنا العادية نقول مثلا: سوف انتظرك ساعتين وثلاثا.. ونقول أرجوك أن تمر علي في السابعة أو في الثامنة فسوف تجدني في الساعة التاسعة, وسوف انتظرك حتي العاشرة والربع!

والذي يفكر في مثل هذه العبارات وغيرها يجد أن الزمن لا معني له عندنا كأننا لا نشعر به.فنحن أحفاد هؤلاء الفراعنة الذين لايحسبون أعمار آثارهم بالسنين ولكن بعشرات القرون!

وقد حدث أن اتفق ثلاثة من الأصدقاء علي أن نلتقي واخترنا الساعة الواحدة.. أحدنا يمر علي صديق في مكتبة.. ثم يأتي إلي حيث نجلس في نصف ساعة, وفي الساعة الواحدة لم يحضر أحد.. وظللنا جالسين حتي الثانية ثم نهضنا والتقينا في اليوم التالي.. ودار الحديث كالعادة وانصرفنا!

والذي أدهشني أن أحدا منا لم يسأل الصديق لماذا لم يحضر في موعده ولا هو اعتذر.. ولا نحن سألناه.. ومعني ذلك أننا اتفقنا علي موعد.. ونحن غير جادين في الاتفاق.. وغير مقتنعين بحرصنا علي الموعد.. أو حرصنا علي الموعد!

ومن الغريب أننا كل يوم نتفق.. وكل يوم لا أحد يجيء في موعده, ويبدو أن ضرورة الاتفاق علي شيء ما مجرد عادة.. عدم احترام هذا الاتفاق عادة أيضا!

فلماذا يحمل الناس ساعات في أيديهم؟ إنها شيء للزينة.. أو إنها مبرر لأن نسخر من أي انسان يفي بوعده فيجيء في موعده!

ولذلك أعود فأقترح نزع عقرب الساعات أيضا.. أما الساعة نفسها فاقترح أن تبقي في مكانها لأننا اعتدنا أن نراها هناك!
amansour.ahram.org.eg
 

Comments

عاجل