المحتوى الرئيسى

شاهدة عيان من ميدان التحرير صباحو حمامو

06/30 00:02

المشهد كان غريبا في الحادية عشرة والنصف مساء أول أمس‏,‏ عندما وصلت ميدان التحرير بدا شبه طبيعي والسيارات تمر من الميدان مع بعض التضييق ممن كانوا يحاولون توجيهها لتحاشي المصادمات‏.‏

بالسير وصولا لمفرق الجامعة الأمريكية وشارعي محمد محمود وقصر العيني, كانت هناك حدود المعركة حيث قوات الأمن المركزي بسيارات مكافحة الشعب ـ التي أصبحت تترادف الآن في ذاكرة المصريين مع مذابح28 يناير سواء علي كوبري قصر النيل أو في كل مكان في مصر ـ في كلا الشارعين كان الشباب الغاضب من ناحية وقوات الأمن المركزي من ناحية أخري متحلقون عنذ هذه النقطة من الميدان بعد قليل بدأت سيارات الإسعاف تأتي إلي الميدان في الواحدة صباحا وسط تحذير المصابين بعدم السماح لهذه السيارات بنقل متظاهرين حتي لا يذهبوا إلي وجهة لا يعرفونها.

خلال نصف ساعة استمرت سيارات الإسعاف تأتي إلي الميدان وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ـ والتي رجع تاريخ تصنيعها الي1987 حسب عدد من الشهادات من قبل قوات الأمن في شارعي قصر العيني محمد محمود.

صعدت إلي إحدي العمارات المطلة علي الميدان وسط إطلاق كثيف للقنابل, خاصة من قبل القوات التي وجدت في شارع قصر العيني لدرجة أنه بعد أن أبدي فيه المتظاهرون بسالة في التقدم نحو سيارات مكافحة الشغب بالرغم من العدد القليل الذي لم يكن يتجاوز5 آلاف مواطن, ونجحت فيه القوات في إخلاء هذا الجزء من ميدان التحرير.

ولكن قرابة الساعة54:1 كان في الميدان ست سيارات لمكافحة الشغب اثنتان في شارع قصر العيني وأربع سيارات في شارع محمد محمود والتي تراجعت وسط استمرار تقدم المتظاهرين نحوها وكان هناك تراشقا بالحجارة وعندما عدت إلي شرفة العمارة, قال لي أحد السكان أن المتظاهرين ـ والذين قالت عدد من الروايات أنهم كانوا أهالي الشهداء ـ لم ينزعوا إلي العنف, باستثناء مشاجرة وقعت بينهم وبين ضابط المرور الموجود في الميدان, انسحب علي أثرها الضابط من الميدان وجميع عساكر المرور وتولي المتظاهرون تنسيق حركتهم, ثم تحلقوا أمام المجمع حتي رأوا قوات الأمن المركزي تأتي إلي الميدان وهو ما أشعل فتيل الغضب داخلهم, خاصة في ضوء ما حدث أمس أمام مسرح البالون من تعد علي أهالي بعض الشهداء من البلطجية وأحد رجال الشرطة!

استمرت معركة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بين المتظاهرين الذين أخذ عددهم في التزايد منذ وصولي إلي الميدان وحتي مفارقته في الرابعة صباحا, بينما قرابة الثانية والنصف كان المتظاهرون هم الذين يسيطرون علي مدخل الميدان من ناحية كلامن شارعي قصر العيني ومحمد محمود.

لاحظت أن التصادم توقف بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع قصر العيني, وعندما نزلت إلي الميدان سرت بموازاة مسجد عمر مكرم ووجدت نداء يصدر من الميكروفون يقول المسجد مفتوح لاستقبال المصابين ـ علي الشباب عدم الانسحاب من الميدان, علي رجال الشرطة الانسحاب فورا من الميدان, ونحذر رجال الشرطة من إطلاق الرصاص علي إخواننا في الميدان, أي شخص يوجد فوق سطح أي مبني يطلق علي ميدان التحرير سيتخذ ضداه إجراء شعبي وقتها قال لي بعض الشباب المتجمعين إن هناك بعض الأشخاص موجودين الآن في مجمع التحرير وأخذ الشباب في الهتاف ضد جهاز أمن الدولة فرد شاب آخر قائلا: لو سمحت قول الأمن الوطني!!

عندما سرت من عمر مكرم حول مجمع التحرير للوصول إلي شارع مجلس الشعب رأيت مشهدا غريبا جدا, كان المتظاهرون يقفون جنبا إلي جنب مع قوات الأمن المركزي ـ وكانت هناك مجموعات من الجنود تجلس علي الرصيف المواجه لقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية, وجدت المتظاهرين يتحدثون إلي قوات مكافحة الشغب ومنهم من كان يحمل علي كتفه رتب الرائد والملازم يقول لأحد الشباب أنه لا يعلم حتي الآن سبب نزول المتظاهرين في الميدان وسبب التظاهر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل