المحتوى الرئيسى

دعوة للتفكير من أجل سورية بقلم:محمد نمر المدني

06/30 21:22

دعوة للتفكير من أجل سورية

دعوة للتفكير من أجل مستقبل سورية

الكاتب السوري محمد نمر المدني

هذه دعوة لأن نصنع فكراً لأجل سورية, ونحاول أن نؤسس لمستقبل آمن.. يبدو أن العاملين بالسياسة يحتاجون لفكر جديد يسيرهم, فعندما ألقى الرئيس السوري خطابه الأول تحدث عن فئتين فقط من السوريين: السلطة والمعارضة, وقال بأنه ليس هناك وسطية, ولا فئة وسطى. وكان من مصلحة السلطة والشعب أن يقف الفرز في سورية عند ذاك الحد, لكن مؤتمر صغير ومتواضع عقد في دمشق بالأمس, فأبرز شريحة جديدة من الشرائح السياسية السورية. وبإعلان هؤلاء المجتمعين بأنهم لايمثلون ولايتحدثون باسم المتظاهرين ولا المعارضة الخارجية, فهذا يعني أنهم يشكلون شريحة سياسية منفصلة أخرى. ومن وراء الحدود السورية تتحدث أطراف المعارضة معلنة عن انفصالها عن الطرفين السابقين. وهنا في سورية يوجد مواطنين لاينتمون إلى كل تلك الأطراف ويعلنون عن تميز مواقفهم السياسية. وفي الاجتماع الذي عقد في تركيا انقسمت المعارضة على نفسها أيضاً, فنحن اليوم وبفضل تطور الأحداث أمام عدد من الشرائح السياسية التي تشكل الأطياف السياسية السورية, ونتقصى منها:

1. المعارضة الخارجية المعلنة وهي تتكون من أحزاب شخصيات وفئات من المواطنين السوريين, فهي ليست موحدة.

2. المعارضة الداخلية التي تتظاهر في المدن والقرى.

3. المعارضة التي اجتمعت في فندق قديم بني منذ عهد العثمانيين.

4. المعارضة الصامتة والتي لاتنتمي إلى أية فئة من تلك الفئات. وهي من أفراد الشعب عموماً.

5. والشريحة المؤيدة للسلطة, وهي التي تتظاهر يومياً في مسيرات تأييد للرئيس الأسد.

6. وهناك فئة من السوريين تشكل شريحة متخلخلة, لم يتحدد موقفها بعد بسبب تعقد الموقف الراهن.

المتتبع للحالة في سورية يتنبأ بظهور شرائح سياسية أخرى كثيرة هنا في المراحل القادمة. وهذا مايميز سورية عن البلدان العربية الأخرى. ففي مصر وتونس وليبيا انتهى المشهد أثناء الأحداث بتحديد فئتين من المواطنين. لكن تعقد المشهد السوري وتعقد الثقافات والمذاهب والأديان والقوميات في سورية يؤثر على التفاعلات السياسية ويفرض التعددية الواسعة التي ينتظرها تاريخ الأحداث السورية. ومن المظاهر الخطيرة أيضاً ماحدث في طرابلس اللبنانية من اقتتالات طائفية نشأت نتيجة الأحداث السورية. وفي الأناضول التركية تحدث مواطنين أتراك أيضاً بلهجة طائفية وكانت لهم مواقف سياسية مبنية على انتمائهم الطائفي. إننا كسوريين لانريد أن يتطور المشهد السوري إلى اقتتال طائفي, فذلك لو حدث فإنما يعني زهق أرواح ملايين من السوريين. وفي صفحات الأنترنيت يتحدث البعض عن تهديدات طائفية الهدف منها بث الرعب والتخويف في المجتمع السوري.

إن الرؤية المستقبلية للوضع في سورية تفرض على السوريين جميعاً أن يجتهدوا بطريقة عبقرية لمنع تشتت المجتمع الواحد. وللبحث في سبيل إيجاد صيغة موحدة ترضي الجميع. فلا بد من تأسيس مبادئ أولية والاتفاق عليها تمنع في المرحلة القادمة أي تمزق أو اقتتال داخلي. إن سورية بحاجة اليوم لعقول أبنائها, للمفكرين والعلماء والباحثين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل