المحتوى الرئيسى

> إبراهيم خليل يكتب: ليس هكذا التعامل مع الشهداء.. يادكتور

06/29 21:08

المحاولات المستمرة لجر مصر إلي الوراء.. مهمة مستحيلة مهما كان حجم الأموال التي ينفقها فلول الحزب الوطني علي المناطق الفقيرة والبلطجية الذين يتم زرعهم في العديد من المناسبات الوطنية لاستغلال حماس الناس وتحويله لمظاهرات لإعاقة المسيرة الوطنية باسم الثورة.

الثوار عادوا إلي ساحة الحرية مساء الثلاثاء الماضي عندما تأكدوا أن هناك ثورة مضادة تستخدم أرض التحرير الطاهرة للتخريب وإعاقة المرور والتهجم علي الناس وزرع الرعب في القلوب، وإحداث الوقيعة بين الشرطة والشعب بعد أن شعرنا بالاستقرار والأمن.. وكأن هناك رسالة تريد الثورة المضادة بثها مفادها أن فلول الوطني لن تسمح بوجود استقرار أو تقدم، مستغلين الكثير من المعاناة التي يعيشها الناس، في ظل سياسة رئيس الحكومة الذي يغمره شعور بالثقة في النفس وأنه صبور إلي أقصي الدرجات ولا يستطيع أحد أن يستدرجه إلي الانفعال أو الإقدام حتي بعد أن تحركت مظاهرات الثورة المضادة التي استغلت أنبل ما ضحي به الشعب المصري من دماء شهدائه للمزايدة علي تقاعس الحكومة عن التكريم المناسب لأرواح هؤلاء الشهداء الذين لولاهم ما كانت هذه الحكومة ولا كان التحرير الذي أصبح بفضل دمائهم رمزًا للحرية.

مر أكثر من مائة يوم علي تكليف الحكومة ووجه رئيس الوزراء كلمته إلي الشعب وتباهي بعدد كبير من الإنجازات ولم يجد الناس فيها سوي التحلي بالصبر وطول البال، وهذه الصفة قد تكون ميزة لو كان الأمر يتعلق بأعمال شخصية أومشاريع خاصة، لكن المسألة تتعلق بمصير بلد وأحوال شعب عاني من القهر والظلم والاستبداد.

هل يعتقد رئيس الوزراء أن الشعب يستطيع مجاراته في صبره؟ فرئيس الوزراء قادر علي الصبر لأنه يملك مقوماته، لكن ماذا عن صبر الآخرين.. نقترب من أربعة أشهر تكاد تكون ثابتة لا يوجد بها حركة للأمام قد شعر بها الناس إلا علي مستوي الأداء الأمني، لكن بصفة عامة هناك خطوة إلي الأمام و10 خطوات إلي الخلف، فهل يعلم رئيس الوزراء أن يوم الثورة بمثابة 1000 يوم في تاريخ الشعوب؟

الحكومة لم تدرك مردود الحكم التاريخي لمحكمة القضاء الإداري بحل المجالس المحلية وأن هذه الخطوة بمثابة ضربة قاصمة لفلول الوطني وخطوة علي طريق تطهير البلاد من الفساد.

وسط هذه الأجواء تصرفت الحكومة دون إدراك لمغزي وقيمة هذا الحكم التاريخي، الوحيدون الذين أدركوا أهميته هم فلول الوطني، وكان حشد البلطجية وتحريك المظاهرات الترجمة الفورية لمردود الحكم عليهم.

أغفلت الحكومة هذه الشواهد رغم أن كل شهود العيان أكدوا أن هناك أصابع خفية حركت الكثير من البلطجية الذين تم زرعهم أمام ماسبيرو وعند مسرح البالون، وخير شاهد علي أن الثورة المضادة تتحرك إلي الأمام كم العبارات التي تمت كتابتها علي الجدران في الشوارع الرئيسية والمناطق الشعبية التي تقول «أبناء مبارك قادمون».

جيد جدًا أن يقرأ الناس أن رئيس الوزراء أوقف سيارته لمواساة أحد المواطنين بعد أن صدمته سيارة في الطريق.

لكن الأكثر أهمية للوطن والناس أن يتم تكريم شهداء 25 يناير وأسرهم علي الوجه الأكمل لما قدموه من تضحيات فداءً للوطن والحرية والعدالة الاجتماعية، ولماذا لم يصدر قانون العزل السياسي ولماذا البطء في محاكمة الفاسدين وقتلة الشهداء.

تتزامن هذه الأجواء مع بث بعض القنوات الفضائية معلومات مغلوطة لتحسين صورة الرئيس المخلوع مرة بدعوي كونه من مؤيدي الثورة، ومرة أخري بدعوي عدم امتلاكه أي أموال خارج مصر، وكأن أملاك وثروات أبنائه الموزعة في عدد كبير من الدول الأوروبية ليست أملاك مبارك وأمواله، ولم يكن سببًا في تكوين هذه الثروات وتهريبها.

إن حالة التضارب والتناقض التي تعيش فيها حكومة شرف تم تصديرها إلي الشارع المصري، الأمر الذي أحدث بلبلة لدي الرأي العام وانقسامًا في صفوف الأحزاب والقوي السياسية حول الدستور أولاً أم الانتخابات استغلتها الثورة المضادة حتي وصلت هذه الخلافات إلي إقامة مباراة الأهلي والزمالك أمس أو تأجيلها لأجل غير مسمي.. انتهت حتي كتابة هذه السطور إلي ضرورة إقامتها في موعدها.

التخاطب السياسي لابد أن يتطور، فلكل مرحلة خطابها والثورة لابد أن يكون خطابها وخطواتها مباشرة وسريعة والقرارات حاسمة تعلن عن الجديد الذي يلبي احتياجات ومطالب الناس وتكشف الثورة المضادة وفلولها بكل ممارساتها التي تقوم بها من جمع أموال وتوقيعات لعدم محاكمة مبارك لجر مصر إلي الوراء، والأفضل أن تتم محاسبة مدبري الثورة المضادة وكشفهم بالمعلومات أولاً بأول لتكون تحت نظر الناس للتصرف علي أساسها، وكذلك علي الأجهزة المسئولة التحقيق في مدي إضرار هذه التصرفات والممارسات بالثورة ومقدرات الوطن.

ماذا يريد المصريون؟ يريدون وطنًا يفتخرون بالانتماء إليه، يريدون دولة بها قانون يسري علي الجميع لا علي فئة دون أخري، يريدون فرص عمل لأبنائهم حتي لا يضطروا إلي رميهم في غياهب الغربة.. يريدون فرص تعليم لأبنائهم فيما هذه الفرص تتآكل يومًا بعد يوم.

السياسة ليست حكمًا علي النيات بل علي الوقائع والمواقف المعلنة والأداء والسلوك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل