المحتوى الرئيسى

هانى عياد : الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء

06/29 15:03

 

بحماقة منقطعة النظير يعيد قادة الحكم الانتقالي إنتاج وقائع وأحداث يوم 25 يناير، ثم يتباكون على الثورة!!. ليس من بين وظائف القائمين على إدارة البلاد مناشدة الشعب الحفاظ على ثورته، وظيفتهم الوحيدة فى السلطة هى الإصغاء لصوت الشعب هادرا مؤكدا أن ثورة 25 يناير غير قابلة للسرقة أو الإجهاض أو الاحتواء، وليكف الجنرالات عن اللعب بورقة «الفلول»، أو ليقل لنا سيادة المشير أين هم هؤلاء «الفلول» إن لم يكن منهم سيد مشعل وسمير رضوان ومنصور العيسوى؟ ليقل لنا سيادة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أين هم هؤلاء «الفلول» إن لم يكن منهم السادة الضباط الذين قتلوا شهداءنا ومازالوا يمارسون سلطاتهم، ومنهم من نال ترقية؟ ليقل لنا السادة العسكر من هم هؤلاء «الفلول» إن لم يكن منهم قادة موقعة الجمل الذين يسرحون ويمرحون فى البلاد، وأين ذهب البلطجية الذين ألقى الثوار القبض عليهم وسلموهم للجيش؟

هم ليسوا «فلول» بالقطع، فلا نظام مبارك سقط، حتى نتحدث عن «فلول»، ولا هؤلاء يتعرضون للمطاردة أو يشعرون بالذعر أو الخوف أو حتى القلق، مازال مجلس الجنرالات يحفظ لهم مكانهم ومكانتهم، ومنهم من لم يزل يمارس سلطاته، وزراء ومحافظون ورؤساء جامعات وقيادات إعلامية..الخ… يعملون بلا كلل ولا ملل من أجل سرقة الثورة، وتحويلها إلى مجرد عملية تغيير وجوه، ثم يصر العسكر على الوصول بالعبث إحدى ذراه القاتمة عندما يلوحون لنا محذرين من «الفلول»، فى رهان أحمق على كبت الثورة وإجهاضها.

لا يدرك جنرالات المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى الآن أن الشعب كسر حاجز الخوف منذ 25 يناير، وأن ثورته التى تعمدت بدماء ألاف الشهداء والجرحى، غير قابلة للسرقة أو الاحتواء، لا يفهمون أن الشعب الذى واجه بصدور عارية نظام الاستبداد والقمع لن ترهبه «الفلول»، وربما لا يعرفون، حتى الآن، أن عجز مبارك عن قمع الثورة، ثم فشله فى الالتفاف عليها، يعنى أنهم لن ينجحوا فى إيقاف عجلة الثورة وحماية «الفلول».

ليكف المجلس العسكرى عن إضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه، من مهزلة التعديلات الدستورية، إلى كوميديا استطلاع الرأى حول مرشحى الرئاسة، مرورا بالمحاكمات الهزلية لبعض رموز النظام البائد، وجدل الحالة الصحية للرئيس المخلوع وزوجته.

الشعب لا يعنيه كم مليون جنيه استولى عليهم العادلى، بل يداه الملوثتان بدماء شهدائنا، ولا يعنيه عدد السيارات التى يملكها زكريا عزمى، بل دوره فى إفساد الحياة السياسية وسرقة ثروات الوطن، والرئيس المخلوع ليس أغلى من ملايين المصريين الذين قتلهم السرطان والفشل الكلوى دون أن يجدوا سريرا فى مستشفى بينما ينعم سيادته برعاية صحية فائقة فى مستشفى 7 نجوم، بعد أن كانت آخر إنجازاته دماء ألاف المصريين، شهداء وجرحى الثورة.

مسئولية العسكر هى القضاء على «الفلول» والبلطجية وليس تحذيرنا منهم، الإصغاء إلى صوت الثورة وليس مناشدتنا الحفاظ عليها، تنفيذ مطالب الشعب بدلا من العبارات الممجوجة من نوعية «شعب مصر العظيم»، و«زعزعة الاستقرار» و«الوقيعة بين الشعب والجيش»..الخ…

دماء الشهداء ليست رخيصة وغير قابلة للمساومة، وليس أمام الجميع سوى طريق واحد.. طريق استكمال ثورة شعب، كسر كل حواجز الخوف، ولا يعرف معنى العودة إلى الوراء.

[email protected]

مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل