المحتوى الرئيسى

ما أحلي السهرات والقعدات على الطرقات في قطاع غزة

06/29 13:07

ما أحلي السهرات والقعدات علي الطرقات في قطاع غزة

بقلم:د.كامل خالد الشامي

أستاذ جامعي وكاتب

جامعة الأقصى-غزة

كان صديقي أبو إبراهيم وهو فتحاوي عتيق يجلس بجانبي عندما كنت أقود سيارتي بعد المغرب متوجها إلي بيت صديقي أبو توفيق في زيارة اجتماعية, عندما وصلنا إلي الحارة التي يسكن فيها أبو توفيق كان الناس يجلسون بكثافة أمام الدكاكين وعلي الأرصفة,لم أكن أعرف موقع بيت صديقي تماما فقد تغيرت ملامح المكان بسبب كثافة البناء فترجلت وسألت بعض الجالسين علي الطريق ودلوني إلي مكان سكناه.

وعندما عدت إلي السيارة كان أبو إبراهيم متوترا جدا وقال لي "علينا أن نذهب بسرعة من هنا, فهذه حارة فتحاوية, وإذا عرفوا أننا ذاهبون إلي أبو توفيق الحمساوي سوف يقطعون مرتبي". قلت لة لاتقلق فليس لدي الجماعة أجهزة رؤيا ليلية وهم لا يعرفون من أنت.

حقيقة إن لدينا مرض في المجتمع الفلسطيني وهو جلوس الناس في الطرقات والشوارع وفى الحواري والزنقات كبارا وصغارا, والحمد لله أن نسائنا يرفضن فكرة الجلوس علي الطرقات وإلا لكانت المصيبة أكبر. 


الجلوس علي الطرقات لة في الشريعة الإسلامية ضوابط, فمن يستطيع الالتزام بهذه الضوابط فلا ضرر من ذلك, أما ما يحدث في طرقاتنا وحوارينا فهو شيء يشبه أفلام الرعب, خاصة وإذا كان هناك حادث سيارة أو تكتك أو فزبة أو كاره, ففي لمح البصر يجتمع الناس والكل يحاول أن يدلي بدلوه ويعيقون حتى عمل الشرطة والإسعافات, وفي الليالي العادية تشتغل الأراجيل والدخان وتنشط الزنانات الأرضية, وعليك أن تسأل شخص عن شخص آخر فسوف تحصل علي معلومات مجانية كما تريد .

للأسف نحن لا نفرق في تربيتنا بين معلومة عامة وبين معلومة خاصة,ونبوح بما في داخلنا دون تحفظ وعن حسن نية, ونعرف أن الطريق إلي جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة.

لماذا لا نقوم بترتيب أنفسنا كمجتمع فلسطينيي بأن نبتعد عن الجلوس في الطرقات والزنقات التي تشجع علي الغيبة والنميمة والتحريض وشهادة الزور في بعض الأحيان, وآسف لذكر كل العادات البغيضة التي لا ينتج عنها سوف المزيد من الخصام والانفصال والتي تؤدي إلي تفتيت النسيج الاجتماعي للمجتمع ولكن هناك بالطبع استثناءات وأولاد ناس يجلسون علي الطرقات.

لماذا لا يكون لدينا منتزهات ومحاضرات ليلية في الجامعات التي تغلق أبوابها الساعة الثانية بعد الظهر,واستخدام المساجد للتوعية بدلا من التخويف في الخطب من الثعابين وغيرها.


لماذا لا نلملم صفوفنا مرة أخري ونقوم فعلا ببناء بلدنا والتخطيط لمستقبل أفضل, كي نعيش حياة أفضل ونخفف من معاناتنا اليومية التي أصبحت تقبع علي أكتافنا وكأنها جبال لم نعد نقدر علي حملها.

لم اعد أتحمل ذلك المشهد مع صديقي أبو إبراهيم الذي يشعر بالخوف الشديد من أن يقطع مرتبة,فقط مجرد أنة ذاهب لزيارة شخص ينتمي إلي تنظيم آخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل