المحتوى الرئيسى

نقطة نور

06/29 00:36

أحمد رجب

بفوز الكاتب المبدع الكبير أحمد رجب صوت الشعب المصري الساخر, وخلاصة حكمته وذكائه وخفة ظله, تكون جائزة النيل للآداب أرفع جوائز مصر الثقافية قد توزعت علي80 مليون مصري, لأن أحمد رجب من كتاب مصر القلائل الذي تصل رسالته كل صباح إلي كل المصريين بلا تمييز في الجنس أو اللون أو الدين, من القلب الي القلب مصفاة نقية, تدفع قارئها إلي أن يفكر ويتأمل ويري صورة وطنه ونفسه في المرآة قبل أن يبتسم ساخرا.

يستحق أحمد رجب جائزة الآداب لبلاغة قوله, لأنه يقول ما قل ودل, يوجز الكلمات ويكثف المعاني مقطرة في نصف كلمة, لا تعظ ولا تخطب ولا تتجهم, لكنها تنير العقل وتثير البسمة, تنشد دائما الأفضل والأكمل, ويستحق أحمد رجب الجائزة لسبب آخر, لأنه فنان مبدع متفرد في رؤيته الناقدة لعيوب المجتمع المصري التي جسدها في شخصيات عديدة, كمبورة وعبده مشتاق وعزيز بك الاليت وقاسم السماوي والكحيتي وعبد الروتين, التقطها من واقعنا اليومي, نعرفها عن قرب لأنها تعيش بيننا وتكاد تنطق علي الورق, لأن فنان الكاريكاتور المصري البارع مصطفي حسين أجاد رسمها, ويستحق أحمد رجب الجائزة لسبب ثالث لأنه إنسان حقيقي, وقف دائما إلي جوار كل ما هو أخلاقي وصحيح, وكان دائما ألد أعداء الظلم والتخلف والفساد.

كان ينافس أحمد رجب علي الجائزة الكبري شاعر مصري عظيم هو الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي الذي لعب دورا أساسيا في تجديد الشعر العربي, وقاد مع رفيق عمره صلاح عبدالصبور ثورة في تجديد الشعر العربي كسرت قداسة القافية, لكنها ابتكرت تنويعات عديدة في اللحن زادت من موسيقية الشعر العربي, ومكنته من أن يكون أكثر اهتماما بالمعني والجوهر, ومن تحت معطف ثورة التجديد التي قادها حجازي وصلاح عبدالصبور, خرج عشرات الشعراء الكبار من المصريين والعرب.

وكان التصويت داخل اجتماع المجلس الأعلي للثقافة خلال الجولات الأربع مباراة صامتة بين الاثنين تنشد الكمال للجائزة الكبري بعد أن حملت اسم جائزة النيل, وإذا كان أحمد رجب قد استحق الجائزة لشعبيته الطاغية ولأنه من بين فناني الشعب العظام, فإن ما يزيد من قيمة الجائزة هذا العام المنافسة الشريفة بين اثنين من كبار المبدعين خدما الثقافة والفكر, وإستحقا احترام المصريين وتقديرهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل