المحتوى الرئيسى

في سوريا ما أحوجنا اليوم بقلم:د.عمر فوزي نجاري

06/28 20:04

الدكتور عمر فوزي نجاري

ما أحوجنا اليوم

في مدينة السلفادور, وهي إحدى المدن الرئيسية في البرازيل, لوحة كتب عليها: (المستقبل لمن يعرف قراءة ماضيه) حقيقة نسيها بعضهم أو تناسوها, لأنّهم وببساطة يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم, وأنا أربأ بنا جميعاً أن نكون منهم.

ألم يقل الشاعر: وإن تمت في أمة ضمائر فلا ترمها إنّها مقابر

إنّ من يكدس الحضارة لا يكون متحضراً ما لم يصبح منتجاً لها, وكذا من يسعى إلى حل الأزمة لا بد له من النظر إليها نظرة شمولية بعد أن يخرجها من حيزها الضيق المحدود ويعطها بعداً أكثر عمقاً وأوسع رحابة واضعين نصب أعيننا المثل العربي القائل: ( لا تحيي البيض وتقتل الفراخ) أي لا تحفظ الصغير وتضيع الكبير!.

إنّ إلغاء معنى التنوع وحق الاختلاف, والنظر إلى المطالب المتمثلة بالعدالة الاجتماعية على أنّها من الكبائر سينتهي بنا إلى أصولية متطرفة.

ما أحوجنا اليوم إلى( الإيمان بالله) لأنّه يحمينا جميعاً وطناً ومواطنين.

ما أحوجنا اليوم إلى مفهوم( التسامح) فالتسامح يقود إلى المحبة, وإلى مفهوم( الولاء للوطن) لأنّه يجمعنا, فكلنا أبناء وطن واحد وأمة واحدة وتاريخ واحد.

قد نختلف, وهذا أمر طبيعي, إلاّ أنّ ما هو غير طبيعي أن نقتتل وأن يكره بعضنا بعضاً, قد نختلف في الرأي, وهذا أمر طبيعي, إلاّ أنّ ما هو غير طبيعي أن نتخاصم, وأن تصل الخصومة إلى حد القطيعة!.

ما أحوجنا اليوم إلى الوسطية والاعتدال, إلى الابتعاد عن التحزب وتمزيق الأمة وتفتيت الوطن.

ما أحوجنا اليوم إلى حكماء الأمة وعقلائها, وإلى الأميين من أبنائها, لأنّ من الأميين من قد يكون أعقل في ضبط الأمور ممن يدّعي الثقافة والعقل وليس عنده من دقة الفهم ما يعينه على تصريف شئونه؟!.

ما أحوجنا اليوم إليهم, لأنّ الأمة إذا غرقت ستجر معها إلى القاع كل المكونات, ولن يكون هناك غالب أو مغلوب, لأن الكل سيكون خاسراً, وأما الرابح الوحيد فلن يكون سوى كبير الطهاة, وما عداه في القصعة يتقلى!.

تساؤلات تبحث عن إجابة, فهل من مجيب؟!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل