المحتوى الرئيسى

أشعر بالحصار بين زوجي وحماتي.. فماذا أفعل؟!

06/28 17:26

زوجة مسلمة- مصر:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة وأم لطفل، وقبل زواجي كنت أرتدي الإسدال و"الجوانتي" وكنت سعيدة بهما جدًّا، ووالدي أجبرني على خلعهما عندما علم بأن عريسًا سيأتي لخطبتي، وكان أملي أن أرتدي النقاب، ولكن والدي رفض، وقال لي: عندما تذهبين لبيت زوجك افعلي ما شئتِ، إلا أن زوجي الآن يرفض الإسدال والنقاب، فماذا أفعل؟!

 

والجزء الثاني من شكواي هو أن زوجي له أخ واحد شقيق من والديه، وهو يصغره بقرابة عامين، وكنا ننوي السكن في منزل بالإيجار، وبعدها تعهد أحد الأقارب بمنحنا شقة بأقل التكاليف لي ولزوجي، وكانت جاهزة، وعندما رفض أخو زوجي الزواج في شقة والده؛ لأن والده متوفى، وأمه كبيرة السن، لم يكن أمامنا حل سوى أن تسكن حماتي معي في شقتي، وهي سيدة صعبة الطباع، وعصبية جدًّا، وكثيرًا ما تريد التدخل في كل تفاصيل حياتي الخاصة جدًّا، بيني وبين زوجي، وحتى النواحي المادية، وتتحكم حتى في مواعيد نومنا، ولا أستطيع أن آخذ حريتي؛ خوفًا من أنها تحكي ما تراه، كما سبق وفعلت، وأنا أقول إني أعتبرها أُمًّا لي.

 

ويشهد الله عليّ، فعندما قال زوجي لي: هل ستتحمَّلين العيش معها، كنت أرد بأنها نسمة، وأمٌّ لي، ولكن بعد الزواج تغيَّر الأمر، ورغم أن الأخ الأصغر لزوجي رفض العيش معها، إلا أنها تُحبه كثيرًا، وتحكي معه كل شيء، وأحيانًا تظلمني أنا وزوجي بسببه ونتحمَّل!.

 

ووصل الأمر إلى أنهم أصبحوا يأتون لزيارة أمه دون سابق علم، وعلى فجأة، وزوجته "سِلْفتي" صاحبة شخصية قوية، فيتحركون في الشقة كما يروق لهم، وكل ما أشعر به هو ندم شديد على أني وافقت على هذا الوضع، ولكن ما يصبِّرني هو حب زوجي لي، وعطفه عليَّ، وأنا أتعذب لأني أشعر أني أحرم زوجي من أن يراني بشكلٍ جيد في البيت؛ بسبب حماتي وتقييدها لحريتي.

 

أرجوكم ساعدوني في حياتي.

تجيب عنها: الدكتورة حنان زين- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته:

بالنسبة للجزء الأول من سؤالك، فأنا أقدِّر مشاعرك الطيبة، وحرصك على الملبس الشرعي، ورضا الله تبارك وتعالى، ولكن العلماء- يا ابنتي- قد اختلفوا في مسألة فرضية النقاب.  ونحن لسنا أهل فتوى، بل نحن ناقلون للفتوى، وإن كان العلماء اختلفوا في النقاب، فلا لوم على أبيكِ في رفضه؛ لأن طاعة الوالدين لم يختلف عليها أحد، وهو بذلك لم يأمركِ بمعصية لله تبارك وتعالى.

 

ونفس الأمر ينطبق على زوجك، فطاعة زوجك مقدمة على ارتداء النقاب، وأرجو ألا تحاولي معه كثيرًا في هذا الأمر؛ حتى لا يرفضه العمر كله، ويشعر بضغط تجاهك، ولو كان رافضًا للزي الشرعي (الحجاب) لقلتُ لكِ افعلي واسلكي كل الطرق التي تساعدك على تطبيق شرع الله، فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق، ولكن النقاب غير الحجاب.

 

الشق الثاني:

سأبدأ معكِ من النهاية، وهو حب زوجك لكِ، وعطفه عليكِ، وهذه نعمة أدامها الله عليكِ، ورزقكِ استمرارها.. اللهم آمين.

 

عزيزتي.. لا شيء في الحياة يسعد المرأة بعد رضا الله تبارك وتعالى، قدر سعادتها برضا زوجها، وحبه وحنانه معها، ومهما ابتلاكِ الله بابتلاءات فإن آلامها تهون أمام نظرة حانية من عينه أو كلمة طيبة تمس شغاف قلبك، وهذا ما قاله الله تبارك وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾ (الروم).

 

والحب والحنان يجسِّدان المودة والرحمة، ولو أن امرأةً تسكن في أبهى القصور، وتنعم بكل الاستقلالية، ولكنها محرومة من حب زوجها وحنانه لباعت ولضحَّت بكل ذلك في مقابل لحظات إنسانية، وتقدير من زوجها ورفيق عمرها، هوِّني على نفسك، فلو خُيِّرتِ قبل الزواج، إما عدم الزواج، أو الزواج بهذه الصورة ماذا كنتِ ستختارين؟؟.. بالتأكيد ستختارين حياتك مع هذا الزوج الطيب.

 

ابنتي.. حاولي احتواء حماتك، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)﴾ (‏يس).

 

فالإنسان حينما يكبر في السن يحتاج لمَن يعامله كطفل صغير من ناحية الحب والعطف، وثقي أن الله سيُثيبك خيرًا كثيرًا على ذلك، وكما قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا، هم أهل المعروف في الآخرة". (رواه الحاكم عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع).

 

وأنا أستشف من كلماتك الصدق والطيبة والسعي لإسعاد من حولك، وثقي أن الله تبارك وتعالى اختار لكِ هذه الحياة، وهو يعلم أنكِ تستطيعين العيش والتأقلم معها، فقط ادعي الله كثيرًا أن يرزقكِ حسن صحبتها، وأن يرزقكما الخير من بعضكما، ويبعد عنكما وسوسة الشيطان.

 

* حاولي أن تتحاوري مع حماتك في موضوعات عامة، وتستشيريها في أمور عادية، وتثني على آرائها.

 

* حاولي التغاضي عن هفواتها وزلاتها، وتقربي إلى الله بذلك؛ لعله يغفر لكِ هفواتك وزلاتك، ولا يجعل زوجك يراها، وأن يسترك في الدنيا والآخرة.

 

* الكلمة الطيبة صدقة سواء بأن تثني على تربيتها بخصوص زوجك، فتقولي لها: (تسلم اليد التي ربته)، وتذكري قول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)﴾ (إبراهيم).

 

* حاولي إرضاءها بالطعام الذي تحبه والهدايا، وتجنبي قدر المستطاع استثارة عصبيتها، فالوقاية خير من العلاج.

 

* اعتادي يا ابنتي أن تستمتعي بما هو متاح، ولا تحزني فتضيعي إيجابيات حياتك بالعيش والغرق في السلبيات، وبالنسبة لعدم أخذكِ لحريتك في الملابس، يمكنك لبس ملابس محترمة لكنها أنيقة وجميلة، وفي حجرتك ارتدي ما يحلو لكِ من الملابس، فلو كان لديك أبناء شباب لن تستطيعي ارتداء أنواع كثيرة من الملابس خارج غرفتك، أي استمتعي بارتدائها في غرفتك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل