حازم أبو إسماعيل: على الإسلاميين أن ينتبهوا للحظة الفارقة في تاريخهم
دعا الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل -الداعية الإسلامي والمرشح لرئاسة الجمهورية- الإسلاميين في مصر إلى أن ينتبهوا لـ "اللحظة الفارقة" قبل أن تضيع ويتكلم التاريخ غدا أن قوما فرطوا ولم يفهموا، مشيرا إلى أن أبناء هذا الجيل هم صناع الحدث الآن وأنه سيأتي اليوم الذي يقيم فيه التاريخ أفعالهم.
وفي محاضرة مؤثرة أُعلن عنها مسبقًا خاطب أبو إسماعيل "كل إسلامي صادق" داعيا الإسلاميين إلى أن يكونوا "أهل حزم وضبط وفقه وعلم بحيث نختار الصواب" ولا يسيطر على عقولنا الانفلات من العلم بالكتاب والسنة.
وأشار إلى أن الجيل الحالي وقع في "جريمة نكراء" لأنه تسلم البلاد منذ 30 عاما وكان لا يجرأ أحد أن يتكلم ضد الإسلام لأن "المجتمع كله كان يسائله ويقول له ماذا تقصد" فكان الرجل يتراجع "حتى أن رئيس الدولة خرج يقول أنا مسلم ورئيس لدولة مسلمة". لكن يقارن حازم أبو إسماعيل بالحال الآن حيث انقلبت الأمور وصار "إذا نطق الإسلامي بشيء من دينه يحاصره الدنيويون" يرهبونه ويقولون ماذا تقصد حتى يضطر للتراجع.
وتابع: أصبح الإسلاميون لا يستطيعون أن يجهروا بالحق، نظرا لما تعرضوا له، ومر الوقت وأصبحنا نقول "لا لا نتكلم بهذا الكلام الآن" يقصد الكلام في الدين بحيث يصرح الإنسان بحقيقة الأمر الشرعي في المسألة.
وفي تعريفه لـ "الإسلامي" يرى أبو إسماعيل أنه الشخص "المرتبط بالآية والحديث مع فقه وفكر وإدراك للواقع، وهو الذي يأسره انه لا يريد أن ينفلت من حكم الله"، لكنه يرى أن عددا كبيرا من الإسلاميين اليوم تأثروا "بطريقة تفكير الدنيويين وتأثروا باستنباط الحداثيين"، وهو الذي ليس وقافا عند الآية والحديث.
ويضيف في توضيحه أن الأمور تفلتت بحيث أصبح المفكر أو المثقف يغتصب سلطة الفقيه الذي يفترض دوره الحقيقي أنه "يستنبط الحكم من القرآن والسنة وله شروط منها الإجازة في علوم اللغة العربية، وان يكون حافظا للقرآن عارفا بتفسيره عارفا بالسنة وأصول الفقه والجرح والتعديل"، ويرى أنه لما صعب ذلك مارس المثقفون التفكير غير المستند للشرع لأنه سهل. لكنه يعيب على هؤلاء تغيير الأحكام الشرعية وتحريفها.
الفقيه دائما هو الدرجة التي تقف بين النص الشرعي والفكر الإسلامي ،عندما يوسد الأمر الى غير متخصصيه فيومئذ يكون الفساد قد تمكن تماما من الأمة الإسلامية .
ويرى حازم صلاح أبو إسماعيل خطرا شديدا قائما اليوم حول المسلين يتمثل في أن "عقولنا أصبحت تفكر وهي منفلتة من القرآن والسنة" وهو ما أدى إلى "التميع والتبديل في الأقوال والأحكام والتغيير في الثوابت".
ويرصد عددا من الأسباب لهذا الأمر الطاريء منها: علو الهجمة الضاغطة علينا من أمريكا والخارج وأيضا الهجمة الأمنية والإعلامية "فصرنا نقول نعمل إيه".
ومن بين الأسباب "تلويث السمعة بحيث أصبح أي إنسان له لحية "فهو شخص كذا وكذا".
ومن بين الأسباب التي يراها المرشح الإسلامي لمنصب رئيس الجمهورية "التجربة التركية" التي يراها فيها "فتنة فظيعة" أصابت الإسلاميين في بلادهم بعدما أعجبتهم الطريقة التركية التي انتجت نجاحا في الحكم، لكنها في الحقيقة مصيبة "كوني أشبه نفسي بأحد والفارق متمكن فأنا مطموس على ذهني" على حد قول أبو إسماعيل ،ويوضح أن الأتراك عندهم الدستور ينص على العلمانية مبدأ حاكم للدولة، لكن عندنا العكس الإسلامية هي التي منصوص عليها في الدستور ومن ثم "فأنت لا تناقش وضعا علمانيا" في مصر، أيضا الجيش عندهم (يقصد في تركيا) غير الجيش عندنا، الجيش عندنا جيش محترم كبقية الناس فيه الميول الإسلامية مثل بقية الشعب لكن عندهم الجيش حارس للعلمانية ومؤمن بأتاتورك.
لذلك يخلص الداعية الإسلامي إلى القول "لا تسمع لأحد يستشهد بالأقوال التركية لأنها كانت تقال تحت الإكراه"، ويستشهد بالموقف الذي سأل فيه أربكان وهو يحاكم "ماذا تريد أن تكم الأتراك"، قال وبينما كان يتهدده الإعدام قال "أنا أريد أن أحكم الناس بعقيدتهم التي يؤمنوا بها"، ولم يقل أحكم بالعلمانية ولأنه لا يستطيع أن يقول أحكم بالإسلام لأنه لو قالها لأعدم.
يقول حازم أبو إسماعيل إن الشعب المصري "شعب مسلم" لكن المصيبة أن "من يتحدثون عن الشعب لا يعرفونه معرفة صيحة"، فالشعب المصري "كتلة تريد أن تتنفس الصلح مع الله".
Comments