بريطانيا تدفن جنودها القتلى بأفغانستان سراً

أعلن مسئول عسكري بريطاني كبير أن جنازات الجنود القتلى في أفغانستان سيتم تحويلها من الشوارع والميادين الرئيسية في لندن، التي كانت تجري فيها المراسم العسكرية، إلى الشوارع الجانبية والممرات الخلفية بعيداً عن أعين الجماهير، بهدف تفادي ظهور تلك المشاهد المؤثرة على الملأ.

وذكرت صحيفة تليجراف البريطانية أنه بعد عدة سنوات، كانت تسير خلالها نعوش الجنود الملفوفة بالعلم البريطاني، والتي تضم رجالاً ونساءً سقطوا في ميادين القتال، وتقابل بجمهور كبير يصطف على جانبي الشوارع للتعبير عن احترامهم للعائدين إلى الوطن- فإن الجنازات ستتم بصورة شبه سرية بعد هذا القرار.

وأضافت الصحيفة أن المسار السابق للنعوش الجنود كان يبدأ بقاعدة القوات الجوية الملكية في لينهام (التي كانت تهبط فيها الطائرات القادمة من أفغانستان)، ويمر عبر قرية ويلتشاير الصغيرة في منطقة ووتون باسيت الملكية، التي كانوا يتلقون التحية فيها. وأن المسار الجديد سيبدأ من قاعدة برايز نورتون الجوية الملكية، ثم سيتم نقلهم من البوابة الخلفية للقاعدة إلى الشوارع الجانبية، وتفادي بلدة كارترتون القريبة، وهم يشقون طريقهم مستشفى جون رادكليف في أوكسفورد.

واعترف أندرو روباثان، وزير الدفاع لشئون الأفراد والرعاية الاجتماعية والمحاربين القدامى، بأن القرار يستهدف تفادي ظهور تلك المشاهد المؤثرة على الملأ.

وقال لإذاعة اوكسفورد: "ترى وزارة الدفاع والشرطة أن البوابة الجانبية هي الطريق الأنسب لمرور الجنازات المستقبلية".

وأضاف: "لست متأكداً من أن نقل النعوش في سيارات نقل الموتى، بعيداً عن المدارس، وبعيداً عن الأسر، وبعيداً عن أحياء المتزوجين، هو الشيء الذي يريد الجميع أن يرونه بالضرورة.. وإنما يجب أن يكون التركيز على أسر الأفراد المتوفين. فهم الأشخاص الذين يهتمون بالأمر بدرجة أكبر. وهذا هو موضع اهتمامنا".

وقالت وزارة الدفاع إن الطريق من قاعدة برايز نورتون الجوية، التي كانت تهبط فيها الرحلات الجوية إلى أن تم إغلاق ممر الهبوط للإصلاح في عام 2007، قد تم تحديدها من قبل مجلس مدينة أوكسفورد، لكنه زعم أن الطريق الجانبية سوف تستخدم لضمان تقليل توقف العمل الطبيعي إلى الحد الأدنى.

وأضاف المتحدث: "تم إعطاء ملاحظات أيضاً لضمان استمرار مراسم تكريم وإجلال الجنود العائدين للوطن، وأولئك الذين يصلون إلى القاعدة لكي يتم ترحيلهم لمناطق العمليات".