ستبقى الجندي المجهول يا عمار(عاطف بدوان)
ما زلت ادكر يا عمار عندما كلفك أبو عمار وأبو جهاد بدورية فك الحصار عن تل الزعتر ، التي لم يكن يستطيع أحد ان يصلها ، فأخذت الطريق الالتفافي الطويل / وصعدت جبال عنطورة القاسية الوعرة وكدت تستشهد أكثر من مرة ، سيرا على الأقدام ليشهد عبد المحسن الزعتر ورائدة اللاسلكي البطلة على أعمالك البطولية .
عرفت عمار مند أن أرسله لي القائد أبو علي إياد من الهامه إلى لبنان مع مجموعة أشبال لم تتجاوز أعمارهم من خمسة عشر عاما ، عمار وسامح وثائر وركس ورائد ، وكانت تعليماته الصارمة أن تتلقى هده المجموعة كافة أنواع التدريبات الأمنية والعسكرية ويكتسبوا الخبرات والكفاءات ، كان القائد أبو علي إياد يرغب في أن يصنع منهم "أشبال سوبرمان " فكانت مجموعة مثالا للأخلاق والالتزام والانضباط في ساحة المغريات والانحرافات....ومستقبلا اسند إلى أفراد المجموعة أدق المهمات وعملوا في كافة المجالات واصعبها ، وذاق عمار المر في السجون العربية وخرج منها مؤمنا صابرا مجاهدا ملتزما كان عمار مؤسسا للسرية ( الكتيبة ) الطلابية ، تلك المجموعة التي شكلت اشرف وأنبل وظاهرة ( حالة ) داخل حركتنا الرائدة فتح والتي خاضت أهم معارك الثورة في قلعة شقيف جنوب لبنان وضمت أبطال أمثال الشهداء الثلاث أبو حسن ومروان الكيالي والتميمي (شهداء ليماسول ) والبطل علي أبو طوق والشهيد جهاد العمارين وكوادر الشرفاء من أمثال معين الطاهر ويزيد صايغ وغيرهم من منا ضلينا الأبطال وعند عودتك يا عمار إلى رام الله ، بعد مسيرتك النضالية الطويلة ، ارتأوا أن تكون متواريا مستترا ولم تنل نصيبك من المناصب والمراكز كما تستحق ...بقيت جنديا مجهولا ، يعرفك الإخوة رفاق الثورة والقيادة وتلقى منهم التقدير والاحترام والاعتزاز ....ورغم ابتعادك عن كل المناصب فقد كانت فتح والثورة تنبض في عروقك ، وكنت ملتصقا بحركتك وتيار ثورتك بكل الشهامة والأصالة والشرف ، وحتى لا تكن يدك ممدودة لأحد ، كافحت من اجل بناء ذاتك وأسرتك المكافحة وعل رأسها " ام محمد "مثال الزوجة الصابرة والمكافحة التي تحملت كل تبعيات حياتك الثورية ، وتمكنت معك من تشكيل أسرة مثالية حققت النجاح والتقدم بعرقك وجهدك الشريف .
Comments